أخيرا، وبعد انتظار طال 78 عاماً حقق المصري البورسعيدي اول لقب له في دنيا كرة القدم، ففاز أول من امس بكأس مصر متغلبا على المقاولين العرب 4/3 في المباراة النهائية التي أدارها طاقم حكام دولي سعودي بقيادة يوسف العقبلي، وكانت كل الشواهد قبل المباراة ترجح كفة المصري وعلى رأسها تدفق اكثر من 35 ألف متفرج من مدينة بورسعيد ملأوا كل المدرجات المخصصة لهم في ملعب القاهرة الدولي، وحسم المصري المباراة منذ الوهلة الأولى وسجل له سيف داود هدفاً مبكراً بعد 17 ثانية فقط من صافرة البداية، وهو اسرع هدف في تاريخ كأس مصر منذ انطلاقه عام 1922، واعطى الهدف حماسة هائلة للجماهير الغفيرة وسيطر المصري على الملعب بقيادة نجمه ايمن مشالي، وظل الارتباك سائدا لفترة طويلة في صفوف المقاولين الذي عاكسه الحظ بشكل واضح عندما رد قائم مرمى المصري بعناد تسديدة رائعة من علي عاشور، وبات الوضع محسوماً للمصري في ختام الشوط عندما تعمد مصطفى مارين مدافع المقاولين ضرب سيف داود الملقى على الأرض، وشاهده مساعد الحكم محمد النوفل وأخبر الحكم الذي اطلق صافرة نهاية الشوط الأول عقب الحادث مباشرة، وفوجئت الجماهير بفريق المقاولين ينزل الى الملعب في الشوط الثاني بعشرة لاعبين فقط بعدما تعرض مارين للطرد بين الشوطين، وهي واقعة جديدة على الساحة، واستغل المصري الفرصة وبادر بالهجوم في الشوط الثاني ولم تمر دقيقتان حتى كان هدف التعزيز، الذي سجله أحمد ابراهيم من انفراد تام بالمرمى اثر تمريرة رائعة لأيمن مشالي، وأدى الهدف لانفتاح غريب في دفاع المقاولين واصبحت كل هجمة للمصري خطرة. وانفرد تامر النحاس ثم ايمن مشالي ثم سيف داود وبعده ايمن مشالي وأخيرا احمد ابراهيم في 5 فرص مؤكدة للمصري، لكنهم اهدروا الفرص تباعا بغرابة مع تألق لافت لحارس المقاولين طارق سليمان. وأدرك الألماني مايكل كروغر المدير الفني الجديد للمصري حاجة فريقه للاعب هداف فأشرك عفت نصار - لاعب الزمالك السابق - بدلا من تامر النحاس، وجاء التغيير مثمراً فمن اللمسة الأولى لعفت نصار انفرد بالمرمى في الدقيقة 71 وسجل بيسراه هدفاً ثالثاً هو الاول له مع فريقه الجديد. ووصلت المباراة الى ذروة الإثارة بعد هذا الهدف وسجل المقاولون العرب هدفه الأول من الهجمة المعاكسة مباشرة اثر كرة سددها محمد عادل وارتدت من الحارس لزيزو الذي أودعها برأسه في المرمى الخالي، ولم يهنأ المقاولون بهدفه سوى دقيقة إذ تمكن عفت نصار المحظوظ من احراز هدف رابع للمصري والثاني له من انفراد جديد، والاهداف الثلاثة المتتالية هي الاسرع في تاريخ أي مباراة مصرية وكلها في أقل من دقيقتين، كما ان هدفي عفت نصار هما الاسرع لأي لاعب في نهائي الكأس. لم ييأس المقاولون رغم نقص لاعبيه عدديا وتأخره 1/4، وهاجم بقوة وسجل له مصطفى مرعي برأسه في الدقيقة الپ83 واحتسب له الحكم السعودي ضربة جزاء في الوقت المحتسب بدل الضائع احرز منها محمود العارف الهدف الثالث للمقاولين، وبعدها اطلق الحكم صافرة النهاية وتحول الملعب الى ساحة رقص للمدرب الألماني كروغر ولاعبيه السعداء وجماهير بورسعيد الذين تخطوا الاسوار واندفعوا الى الملعب. وسلم العميد احمد المليجي مندوب الرئيس حسني مبارك كأس مصر الى طلعت منصور كابتن المصري وسط مظاهر فرحة غامرة. وكان المصري تأهل للمباراة النهائية 9 مرات من قبل، وخسرها جميعا امام الاهلي 7 مرات وآخرها عام 1989 بثلاثة اهداف نظيفة ومرة امام الترسانة واخرى أمام الزمالك، ولم يحرز المصري الذي تأسس عام 1920 اي لقب في بطولة الدوري وانتظر طويلاً حتى أحرز كأس مصر. وسبق للمصري ان أطاح بطلي الكأس الماضيين من الدورين الاخيرين في المسابقة عن طريق ضربات الجزاء الترجيحية، فهزم الاسماعيلي بطل 1997 في ربع النهائي وابعد الاهلي بطل 1996 من نصف النهائي وانهى مشواره بالفوز على المقاولين العرب بطل 1995 في النهائي.