دعا وزير الاتصال الاعلام الجزائري الناطق باسم الحكومة السيد حبيب شوقي حمراوي المجتمع الدولي الى دعم بلاده في مكافحة الارهاب. وقال في ندوة صحافية عقدها في عمّان امس، ان جهات خارجية تدعم "الارهابيين" في الجزائر، وان دولاً عربية تمنحهم منابر. ونقلت "اسوشيتد برس" عن الوزير "ان بعض الجهات الخارجية هرّب اسلحة عبر الحدود فيما تولت جهات اخرى تدريب جزائريين في افغانستان". واتهم ايران بدعم الجماعات المسلحة تحت شعار "نشر الاسلام". وقال: "على من يريد للجزائر ان تخرج من الازمة، ان يساعد في مكافحة الارهاب في كل مكان واقتلاعه وقطع شبكاته". ونسبت صحيفة "الرأي" الاردنية الى حمراوي قوله ان بلاده لن تسمح باستخدام اعمال الارهاب عاطفياً للتدخل في شؤونها. واستنكر بشدة الاتهامات بتورط الحكومة والقيادات العسكرية في المذابح والاعمال الارهابية الاخرى. وقال: "مما يؤسف له ان كثيرين يتعاطفون مع المتطرفين باعتبار ان الحكومة سلبتهم السلطة وان الحكم ليس شرعياً، حتى لو كان الآخرون ارتكبوا خطايا قتل الصحافيين والقضاة والمواطنين والشرطة والموظفين والاطفال". وقال الوزير الجزائري ان عام 1995 "شهد عودة الكلمة الى الشعب وصناديق الاقتراع لأن الشرعية يحددها الشعب الذي انتخب رئيس الجمهورية في شكل ديموقراطي وشعبي". وشدد على ان الانتخابات لم تستثن احداً "وحصل الاسلاميون على ما حصلت عليه جبهة الانقاذ سابقاً، اي حوالى ثلاثة ملايين صوت موزعة بين حماس والنهضة". واعتبر ان هذا الموقف من الشعب الجزائري "يمثل عقوبة لجبهة الانقاذ على ممارساتها، كما كان الشعب عاقب الحكومة من قبل"، عبر تصويته لمصلحة "الانقاذ" في بداية التسعينات. وأضاف ان الحوار الذي جرى من 1994 الى 1996 شمل كل التيارات "الا من استثنى نفسه كجبهة الانقاذ والمأجورين الذين يعيشون بفلوس الاستخبارات الاجنبية". واوضح ان الحكومة والسلطة في الجزائر "لم تنفيا أي دور للاسلاميين" وان الحكومة تضم سبعة وزراء اسلاميين" "الا اذا كان المطلوب هو الحوار مع الارهابيين وقتلة النساء والشيوخ والاطفال". وقال ان الدولة تؤمن بمسؤولياتها عن استقرار مواطنيها ولا تحتاج لتأمين ذلك الى اعتراف دولي لأنها موجودة اصلاً لضمان امن مواطنيها. ورأى ان وجود مشكلة داخلية "لا يقلل من شرعية الدولة، فسيطرة المافيا لمدة نصف قرن على الشارع في اميركا لم يدفع احداً الى ان يطعن بشرعية دولة اميركا". ونفى ان يكون للعسكر دور في تعطيل المؤسسات الدستورية، مشيراً الى ان "امن المواطن تضمنه المؤسسات الدستورية، ونحن نجتهد، وليس ثمة من احد يدعي انه ملاك لا يأتيه الخطأ من امامه او من خلفه". واتهم دولاً عربية بأنها "فتحت للارهابيين منابر، وجعلت منهم زعماء وانبياء وبدائل كرتونية للواقع الجزائري"، وأضاف ان الشعب الجزائري "يدرك المصالح التي تحرك مثل هذه المقولات لتدويل الازمة بغية التدخل في السيادة الوطنية تحت حجة التعاطف مع ضحايا الارهاب". واعترف بوجود تقصير في المؤسسة الاعلامية الجزائرية التي "تعجز عن تنوير الرأي العام الدولي". ورداً على سؤال عن مقال نشره الامين العام لمنظمة العفو الدولية في "الحياة" اخيراً وحمّل جهات في السلطة جزءاً من المسؤولية عن الوضع في الجزائر، أجاب حمراوي: "لا اهمية لتقارير هذه المنظمة والصحف التي تنشر لها، سوى انها تخدم اتجاهات غربية واتمنى عليها ان تحرر لنا القدس اذا كانت لها هذه الفاعلية". وفي طهران رويترز اتهم آية الله احمد جنتي، احد رجال الدين البارزين، السلطات الجزائرية في خطبة الجمعة بپ"الموافقة" على المذابح. وأضاف في الخطبة التي نقلتها الاذاعة الايرانية من حرم جامعة طهران "لماذا لا تسمح الجزائر لمفتشين بالحضور والتحقيق في من يفعل ذلك المذابح؟ هذا يثبت انها تقرها". وتابع: "ان لم تكن السلطات الجزائرية متورطة هي نفسها وهو ما لا نستطيع ان نستبعده، فهي على الأقل تقبل بهذه الاعمال في حين تتهم المسلمين بالارهاب".