اجاكسيو فرنسا - أ ف ب - تعرضت فرنسا مساء الجمعة لاعتداء لا سابق له أثار مشاعر الفرنسيين وأودى بحياة حاكم كورسيكا كلود ارينياك 60 عاماً. ولم تعلن اى جهة حتى الآن مسؤوليتها. واعرب رئيس الوزراء ليونيل جوسبان ووزير الداخلية جان بيار شوفينمان عن تأثرهما وأعلنا عزمهما على التوجه الى اجاكسيو المركز الاداري لهذه الجزيرة الفرنسية في المتوسط. واستناداً الى الشهادات الاولى فإن شابين غير مقنعين أطلقا الرصاص على رأس ارينياك في شوارع اجاكسيو مساء الجمعة في حوالى الساعة التاسعة والربع، وكان الحاكم أوقف لتوه سيارته الرسمية في أحد الشوارع وسط المدينة وهو في طريقه للالتحاق بزوجته التي سبقته الى حضور حفلة موسيقية. ووقع الاعتداء قرب مطعم صغير يملكه أحد القوميين الكورسيكيين. وقام القاتلان باطلاق النار على الحاكم من الخلف من مسدس بيريتا عيار 9 ملم ثم لاذا بالفرار وتركا سلاحهما في مسرح الجريمة. وبعد الاعلان عن الحادث تم إلغاء الحفلة الموسيقية وقامت الشرطة بتطويق المكان وبدأت استجواب الشهود. ولا تعرف الشرطة اذا كان القاتلان انتظرا الحاكم ام ان مواجهة جرت. وقد نقلت الجثة الى المستشفى حيث يجري تشريحها. لكن المدعي العام جاك داليست قال للمراسلين ان الحاكم "وقع في مكمن" وان القتلة "كانوا مصممين على الاجهاز عليه". واستنادا الى مختلف الشهادات فإن الحاكم الذي عين في منصبه قبل عامين كان يمارس رياضة الركض وكان يتنقل بحرية في انحاء المدينة وفي الريف ولا يعطي اى انطباع بأن حياته معرضة للخطر. وكان ارينياك تسلم منصبه في كانون الثاني يناير 1996. وهو معروف بانكبابه الشديد على مشاكل الجزيرة، وبين المشروعات التى عمل على انجازها اقامة منطقة حرة في كورسيكا. وفور الاعلان عن الاعتداء اكد الرئيس الفرنسى جاك شيراك انه "سيسهر على احترام سلطة الدولة". وندد رئيس الحكومة ليونيل جوسبان بهذا "التصرف الشاذ والدنيء الذي استهدف ممثل الدولة والذي أساء الى الأمة بأسرها". واضاف ان "الحكومة تدين بشدة هذا الاغتيال الجبان وستستنفر على الفور كافة اجهزتها للقبض على المجرمين واحالتهم الى القضاء". ولا يبدو امام المحققين حتى الآن اي فرضية مرجحة، فالاغتيال قد يكون سياسيا وقد يكون انتقاماً من الادارة او لاسباب شخصية، وكل الاحتمالات مطروحة. الا ان ردود الفعل الاولى تتجه الى استبعاد عمل ارهابي سياسي من صنع المتشددين القوميين.