قررت ثماني دول شاركت في قمة دول الصحراء الكبرى الافريقية التي اختتمت امس في طرابلس تشكيل "تجمع دول الساحل والصحراء" بهدف اقامة "تعاون فعال ومثمر لمواجهة تحديات القرن المقبل". واختار المشاركون في قمة طرابلس الافريقية الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي رئيساً للدورة الحالية للتجمع والسيد المدني الازهري لمنصب الأمين العام للتجمع. ويهدف التجمع الذي ضم السودان وتشاد وليبيا والنيجر ومالي وبوركينا فاسو ومصر وتونس بعد اقناع الاخيرتين بالانضمام الىه الى زيادة حجم التبادل التجاري والاستثمار بين دول التجمع وإنشاء منطقة للتجارة الحرة بين الدول الثماني. وكانت اتصالات اجرتها ليبيا مع كل من مصر وتونس ونجحت في اقناعهما بالانضمام وقد تمثلتا على مستوى وزاري في القمة بخلاف بقية الوفود. وترأس الوفد المصري وزير القوى العاملة السيد احمد العماوي والوفد التونسي كاتب الدولة للشؤون الخارجية الصادق فياله. ومثل بوركينا فاسو في الاجتماع وزير المياه والبيئة سالف دياللو. وشارك في القمة الرؤساء السوداني عمر البشير والتشادي ادريس ديبي والنيجيري ابراهيم باري مايناسارا والمالي الفا عمر كوناري اضافة الى القذافي. ونظم اللقاء بناء على طلب الزعيم الليبي بهدف "دراسة المشاكل التي تهم دول المنطقة تمهيداً لتعزيز تعاونها وتحقيق وحدة القارة الافريقية لمواجهة مختلف التحديات". وكان وزراء من ليبيا والنيجر ونيجيريا وتشاد ومالي وبوركينا فاسو ومصر والسودان وتونس اجتمعوا في طرابلس في ايلول سبتمبر الماضي وأقروا مشروع اتفاق يهدف الى اقامة تكامل اقتصادي واجتماعي بين شعوب المنطقة وتعزيز الامكانات البشرية والاقتصادية. البشير وقال الرئيس السوداني عمر البشير في كلمة القاها في الجلسة الختامية "اكملنا التوقيع على اقامة مجموعتنا الوليدة في هذه المنطقة بدعوة من العقيد القذافي. ونحن سعداء بإكمال هذا العمل، وعلى يقين من انه ستكون له آثار ايجابية ليس على الدول الموقعة فحسب وانما على كل المنطقة وكل الشعوب المحبة للسلام ايضاً". ووصف قيام التجمع بأنه "انجاز تاريخي" لشعوب الدول الاعضاء فيه. وقال "انجزنا هذا العمل التاريخي لمصلحة شعوبنا لتنطلق مشروعتنا التنموية والاقتصادية والاجتماعية والامنية لهذا التجمع الذي يضم اكثر من 130 مليون نسمة ويغطي بقعة مهمة في افريقيا في زمن يصعب فيه التعامل مع الكيانات الصغيرة فهو زمن الكيانات الكبيرة". وتابع البشير "اننا مصرّون على انجاح هذه المبادرة لاننا على قناعة بأن وجودنا اصبح مرتبطاً بهذا التجمع وسنفتح الطريق امام الآخرين لينضموا الى هذا التجمع. وعقد القذافي والبشير جلسة محادثات بحثا خلالها في الوضع في السودان في ضوء المحادثات التي اجراها القذافي مع رئيس الوزراء السوداني السابق زعيم حزب الامة السيد الصادق المهدي والاتصالات التي اجرتها ليبيا مع "الحركة الشعبية لتحرير السودان" التي يقودها العقيد جون قرنق ومع رؤساء دول الجوار ومنها اريتريا. وعقد البشير اجتماعاً مساء امس مع الجالية السودانية في طرابلس تحدث فيه عن تطورات الموقف على الجبهتين الجنوبية والشرقية، واكد سلامة موقف القوات السودانية وسيطرتها على الموقف.