كانت لكرة القدم العربية مكانة مرموقة في المسابقات الافريقية عام 1998. واستهل منتخب مصر الموسم باحرازه كأس الامم الافريقية في بوركينا فاسو على حساب جنوب افريقيا بعدما قدم في المباراة النهائية عرضاً راقياً غاب عنه طويلاً، وتوج مهاجمه المخضرم حسام حسن هدافاً للمسابقة مع الجنوب افريقي الشاب بينيديكت ماكارثي. وتألق منتخب المغرب في مونديال فرناس، لكن سوء طالعه حجب عنه الدور الثاني لان النروج حققت المفاجأة وهزمت البرازيل. وبرز من الصفوف المغربية مصطفى حجي وبصير وطاهر الخلج والنيبت. وإذا توجب على منتخب تونس أن ينسى بسرعة عروضه العادية جداً في المونديال فإن انديته اكدت مرة جديدة انها الافضل في القارة في التسعينات. فقد انتزع الترجي كأس الكؤوس الافريقية الاحد الماضي والنادي الصفاقسي كأس الاتحاد الافريقي الاحد الذي سبقه، وهذا ما فعله في الماضي القريب في المسابقتين وفي كأس ابطال الدوري الترجي والنجم الساحلي والنادي الافريقي والبنزرتي... هذا يعني أن الانجازات التونسية تمتد عمودياً وافقياً ولا تقتصر على ناد او ناديين، ويعني ان القاعدة الواسعة من مستوى عالٍ وان المدارس الكروية المحلية تسير سيراً حسناً اكثر من اي دولة اخرى في القارة. وينتظر الكرة التونسية مستقبل باهر اذا ما اضفنا حسن اختيار اللاعبين الاجانب من قبل الاندية المحلية وتوافر المداخيل الاضافية التي تدرها المسابقات الافريقية من بيع البطاقات والنقل التلفزيوني ورعاية الشركات. وفي ختام الموسم، اختار الاتحاد الافريقي النجم المغربي مصطفى حجي افضل لاعب في القارة على مدى الاثني عشر شهراً الماضية... ولا غبار على الاختيار لان ما قدمه هذا اللاعب الذي لم يلعب قط لناد مغربي لم يقدمه افريقي آخر في المونديال الفرنسي. وللاندية المغربية عذرها إذا ما عجزت احياناً عن فرض نفسها افريقياً لان نجومها يتحولون باستمرار الى الخارج لزيادة مداخيلهم... لكن ما عذر الاندية المصرية الغارقة في كل شهر واسبوع ويوم في مشكلات قد يكون لها اول لكن ليس لها آخر؟ عيب! من سوء حظي انني شاهدت تلفزيونياً مباراة فاس المغربي والزمالك المصري في كأس الاندية الافريقية لكرة السلة. ما شاهدته، على الهواء، معيب على جميع الصعد بغض النظر عن هوية البادىء بأحداث الضرب على مرأى من الملايين.