اعربت اسرائيل امام مئة وأربع عشرة دولة مجتمعة في مدينة كوتشينغ في ماليزيا للبحث في "ميثاق بازل للنفايات السامة"، عن نيتها استيراد نفايات سامة من الدول الصناعية، الامر الذي يعني ان الدولة العبرية ستصبح احد المراكز الرئيسية في منطقة البحر المتوسط لتجميع هذه النفايات. واوضحت منظمتا حماية البيئة "غرين بيس" و"شبكة بازل" ان اسرائيل تجاهلت الاسس الرئيسة في ميثاق بازل الداعية الى خفض النفايات السامة والتقليل من حركتها بين الحدود وتبني سياسة الانتاج الصناعي النظيف. وانتقدت منظمتا البيئة طلب اسرائيل الانضمام الى "منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية" والاتحاد الاوروبي من اجل استيراد النفايات السامة من بلدانها. وقال كيفن ستيرز من "غرين بيس" في بيان تلقت "الحياة" نسخة منه امس: "حاليا، ادخل تعديل مهم على ميثاق بازل عام 1995 يعرف باسم حظر بازل يقضي بمنع استيراد النفايات السامة من دول منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية الى دول غير اعضاء في المنظمة مثل اسرائيل. ومن خلال مجادلة اسرائيل لمصلحة استيراد النفايات السامة من الدول الصناعية، فانها تطرح نفسها كمركز لجمع النفايات". وأضاف: "ونتيجة لذلك، فان هذه الخطوة تهدد بحرف الحظر الذي اخذ الدول الصناعية السبع اكثر من عقد لانجازه". وافاد البيان ان لاسرائيل سجلا حافلا في اساءة التعاطي مع نفاياتها السامة. فمثلا، جمعت الحكومة الاسرائيلية نحو 60 الف طن من المواد السامة في صحراء النقب في براميل غير محكمة الاغلاق، وتوجد الآن ادلة علمية على ان المياه في هذه المنطقة ملوثة، كما ان الاهمال في تخزين المواد السامة يشكل خطرا على السكان في المناطق المجاورة. وقال المدير التنفيذي في منظمة "غرين بيس" الدكتور ماريو داماتو: "اظهرت اسرائيل انها بلد غير قادر على التعاطي مع النفايات السامة التي يملكها. ومن المثير للدهشة ان لا يلقى اقتراحها باستيراد مزيد من النفايات الرفض القاطع من المجتمع الدولي". وكانت اسرائيل حاولت عام 1996 استيراد نفايات من دول في "منظمة التنمية والتعاون الاقتصادي"، لكن هذه الدول رفضت ذلك. وأضاف البيان ان اسرائيل تعد من الدول القليلة التي ما تزال تتخلص من نفاياتها الصناعية السامة من خلال دفنها في البحر المتوسط، وهي ممارسة محظورة دوليا.