بلغت شعبية الرئيس بيل كلينتون مستوى قياسياً في الفترة ما بين 18 و23 الشهر الجاري حسب استطلاع اجرته مؤسسة مرموقة. واظهر الاستطلاع ان غالبية كبيرة من الاميركيين تركز على أداء كلينتون مهامه بدل الاهتمام بحياته الشخصية. كما اظهر ان الاميركيين غير مكترثين باحتمال ان يكون كلينتون أخفى جوانب من علاقاته الجنسية، على أساس ان هذا "أمر طبيعي" بالنسبة لرجل في منصبه. وجاء الاستطلاع الذي اجرته مؤسسة "لوريس هاريس" في وقت بدا المحقق المستقل كينيث كلارك مصمماً على التشكيك في الشهادات التي أدلى بها مساعدو كلينتون، باعتبار انها جزء من حملة قادها البيت الأبيض للتغطية على فضيحة "مونيكا - غيت". وفي الوقت نفسه، نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" أمس الأربعاء معلومات مفادها ان الرئيس يستعد لاستخدام صلاحيات خاصة من أجل حماية مساعديه من الضغوط التي يمارسها المحقق المستقل. لكن الاستطلاع الاميركي اظهر ان 53 في المئة من الذين شملهم يصدقون كلام الاميركية الأولى هيلاري كلينتون من ان مؤامرة يمينية لإطاحة الرئيس، تغذي الاشاعات عن حياته الخاصة. وانتقد 84 في المئة وسائل الاعلام الاميركية لاهتمامها الكبير بالانباء عن "فضائج جنسية" في البيت الأبيض ما عكس قناعة لدى الرأي العام الأميركي ان لا شيء غير عادي في حياة كلينتون مقارنة بالرؤساء الذين سبقوه. ووسط التأييد الشعبي غير المسبوق الذي اظهر الاستطلاع ان نسبته تصل الى 65 في المئة، توجه الرئيس الاميركي امس الى ولاية فلوريدا لتفقد الأوضاع فيها بعد الأعاصير التي ضربتها واسفرت عن سقوط ما لا يقل عن 39 قتيلاً وإصابة عشرات آخرين بجروح. وسيطلع كلينتون على الأضرار في الولاية ويتوقع ان يقدم دعم ادارته لجهود اعادة الإعمار في الولاية حيث أفيد ان ما لا يقل عن 1700 بناية تهدمت أو أصيبت بأضرار كبيرة. في غضون ذلك، تصاعدت حرب العلاقات العامة التي تدور بالنيابة بين الرئىس كلينتون والمدعي المستقل كينيث ستار حول التحقيق الذي يجريه الاخير في قضية العلاقة الجنسية مع مونيكا لوينسكي. وتفجّر النزاع اول من امس اثر اصرار ستار على اجراء مقابلة مع الصحافي السابق ومساعد كلينتون حالياً سيدني بلومينتال الذي يشك ستار في انه قد يكون احد مصادر المعلومات السلبية عن تحقيقاته. وكان ناطقون باسم كلينتون وآخرون اتهموا ستار بتجاوز سلطته القضائية والسعي الى تهديد صحافيين وانتهاك حق حرية الكلام الذي يكفله الدستور وفق "التعديل الاول". وقال الناطق باسم البيت الابيض مايكل ماكوري مازحاً مع المراسلين: "اليوم نحن مستهدفون، وقد يأتي دوركم غداً". ووصف جو لوكهارت نائب الناطق باسم البيت الابيض مذكرات الاستدعاء الاخيرة التي اصدرها ستار بأنها "انتهاك واضح للنفوذ لم نشهد له مثيلاً منذ وقت طويل". وأضاف ان: "استخدام مذكرات الاستدعاء لإسكات الانتقادات أمر شائن ويتجاوز الحد". وحاول بلومينتال، وهو صديق قريب للأميركية الاولى هيلاري رودهام كلينتون، ان يُبطل مذكرة الاستدعاء، لكن القاضية نورما هولواي جونسون رفضت الاستجابة لطلب محاميته جو مارش التي جادلت بأن المذكرة تمثل هجوماً وقحاً على حرية الصحافة واعتداء على "التعديل الاول" للدستور. وكان ستار، الذي اثار غضبه ما بدا حسب اعتقاده حملة منظمة يشنها البيت الابيض او اشخاص تابعون للرئىس، أصدر سلسلة من مذكرات الاستدعاء التي تهدف الى معرفة ما اذا كانت معلومات نشرتها وسائل الاعلام الاميركية ضد التحقيق الذي يجريه قد سُرّبت اليها بشكل متعمد. ويدور النقاش حول تقارير عن اثنين من كبار مساعديه مفادها انهما تجاوزا صلاحياتهما وربما انتهكا القواعد والضوابط المتعارف عليها اثناء تحقيقات كانا يشرفان عليها قبل حوالي عشر سنوات. وجاءت هذه الهجمات في اعقاب تقديم طلب من قبل دافيد كندال محامي كلينتون لاجراء تحقيق رسمي في تسريب معلومات عن مقابلات يُفترض انها كانت سرية، ويعتقد البيت الابيض ان مكتب ستار كان وراء التسريب. وفي هجوم مضاد، اصدر ستار مذكرات استدعاء بحق بلومينتال ووزير التجارة السابق ميكي كانتور والمحقق الخاص تيري إف. لينزنر. ونجح كانتور في الغاء الاستدعاء الصادر بحقه بالاستناد الى كونه يعمل حالياً كمحام خاص لكلينتون في قضية لوينسكي، وبالتالي فان كل محادثاته مع كلينتون او فريقه القانوني يجب ان تبقى طي الكتمان. ويريد ستار ان يستدعي لينزنر الى مقابلة لاعتقاده بأنه كُلّف من قبل كلينتون او محاميه بنبش معلومات سلبية عن ستار وكبار مساعديه. ونفى الناطق باسم البيت الابيض مايك ماكوري بشكل قاطع وجود مثل هذا الترتيب "من قبل البيت الابيض او فريق محامي الرئىس". لكن لينزنر نفسه، على رغم رفضه التعليق على تفاصيل ما طُلب منه القيام به، اعتبر ان وضع المحققين قيد التحقيق عمل مشروع.