السيد المحرر، قرأت في "الحياة" مقالاً للسيد حازم صاغية يدعو فيه الى الخروج على الأفكار المقدسة والقبول بتقسيم العراق، فلا داعي في نظره لأن تستمر الكوارث في هذا البلد باسم وحدة البلاد واحترام سيادة العراق وترابه الوطني. في اعتقادي ان هناك دولة واحدة في العالم تتمنى تقسيم العراق، وان كانت لا تنادي بذلك علناً، هي اسرائيل. فالعراق هو الدولة العربية التي كانت ذات يوم تهدد مخططات اسرائيل في الشرق الأدنى بما يملكه من ثروة نفطية ومائية ومن تقدم في حقل البحوث العلمية والتكنولوجية ومن بنية تحتية وكوادر فنية تضاهي تلك التي تملكها اسرائيل، هذا فضلاً عن القدرات القتالية التي أثبت الجيش العراقي امتلاكها خلال ثماني سنوات من حربه البائسة ضد ايران. ومن حقي ككل قارئ ان اتساءل هل "الحياة" تتبنى ما يأتي في المقالات التي تنشر أم أنها تمثل رأي أصحابها فقط؟ وحين يصدم هؤلاء بمقالاتهم مشاعر كل مواطن عربي من المحيط الى الخليج فأي مصلحة لپ"الحياة" في نشرها. تعقيب: يهمني طمأنة السائل الى ان الرأي رأيي لا رأي "الحياة" التي تطمح، في ما أفهمه، الى تعدد الآراء لا الرأي الواحد. أما الدعوة الى تقسيم العراق فهي ما لم أدعه، فالمطلب هو رفع المقدسات عن السياسة وايلاء الاولوية للحياة والناس. فاذا تم هذا بالوحدة فذاك أفضل، واذا أمكن ان يتم بغيرها، فلنناقش الاحتمالات جميعاً. نقطتان أخريان لا بد من ذكرهما: العراق، مثله مثل معظم الكيانات العربية، مشروع أنشأه الاستعمار، وكثيراً ما طالب القوميون العرب بالتخلص من واقعه على الخريطة، الشيء الذي يعني ان البلدان ليست مقدسات... ولو ان ذلك في وجهة بعينها. أما الثانية فرفض تلك الحجة السقيمة حول ما تقوله اسرائيل وما يناسب اسرائيل، ومن ثم رفض حرية التفكير والاقتراح سلفاً لمجرد ان اسرائيل تقول ذلك أو تريد ذلك. ان هذا أشبه بمحاكم التفتيش التي أسكتت الناس بحجة ان الشيطان يتحدث من خلالهم. ووراء هذا المنطق عدد من الهزائم تفرض على السيد قضماني أن يفكر قليلاً ويتردد قبل سخائه في اصدار الأحكام. حازم صاغية