يدرس رئيس الحكومة رفيق الحريري القيام بمشاورات بدءاً من مطلع الاسبوع المقبل، للحصول على توافق وطني بين اركان القطاعات السياسية والاقتصادية والنقابية وممثليها على سبل تأمين الواردات المالية لمجموعة من الخطوات التي تنوي الحكومة تنفيذها، وفي مقدمها سلسلة الرتب والرواتب للموظفين العاملين في القطاع العام، واستكمال عودة المهجرين، ومتابعة خطة انماء المناطق المحرومة في البقاع والشمال وجبل لبنان. وعلمت "الحياة" ان الرئيس الحريري سيستهل مشاوراته بلقاءات مع رئيسي الجمهورية الياس الهراوي والمجلس النيابي نبيه بري وممثلي الطوائف اللبنانية وقادتها الروحيين. وقالت مصادر وزارية ان المشاورات ستتوسع لتشمل الكتل النيابية وأبرز الشخصيات العاملة في الحقل السياسي العام، اضافة الى ممثلي الهيئات الاقتصادية من صناعية وتجارية ومصرفية وقيادة الاتحاد العمالي العام ومؤسسات المجتمع المدني، وستتركز على سبل مشاركة الجميع في دعم الخطوات التي ستلجأ اليها الحكومة بالتوافق مع جميع الاطراف المعنيين. وأكدت ان لا أفكار جاهزة في هذا الشأن، ويعود الى المشاورات أمر استخلاصها. وكان الحريري التقى أمس، بعد طول انقطاع، القائم مقام شيخ عقل الطائفة الدرزية الشيخ بهجت غيث الذي اعلن ان رئيس الحكومة "اصدر قراراً بعودة وضعية مشيخة العقل الدرزية الى ما كانت عليه". وقال ان "مناسبة الزيارة مرور اكثر من سنتين على قرار الحريري تكليف بعض الموظفين تصريف شؤون مشيخة العقل". ولفت الى ان "الحريري صحح هذا الخلل". خطوة تصحيحية وأكد ان "الزيارة والقرار هما خطوة تصحيحية على طريق جمع المراجع الاسلامية والمسيحية في البلد، في هذا الوقت بالذات، إذ أن هناك حاجة الى ان نكون يداً واحدة وتوجهاً واحداً من أجل رؤية ما هو صالح للوطن في هذه الظروف الصعبة التي نعيشها، وعلى أصوات عملية رعد الصحراء، وكل الاستحقاقات الصعبة التي تنتظر الوطن. وكانت لفتة مخلصة من الرئيس الحريري لأن يتم جمع الكلمة وتوحيد المواقف من دون اي تشنج او رد فعل من الآخرين اياً كانوا". وتأتي هذه الخطوة في ظل توتر العلاقة بين الرئيس الحريري والوزير وليد جنبلاط المعارض لبقاء الشيخ غيث في منصبه. والتقى الحريري مساء في قريطم وفداً من اتحاد الرابطات المسيحية برئاسة النائب السابق بيار حلو وبحث معه في الشؤون العامة وهواجس الرابطات المسيحية ومطالبها.