الأغنيات الرحبانية - الفيروزية التي راجت في الستينات وحصدت نجاحاً شعبياً بات في الامكان سماعها مسجلة على اسطوانات كومباكت. وبعد سلسلة من الأغنيات القديمة صدرت حديثاً اسطوانتان جديدتان من قديم فيروز الجديد دوماً. والاسطوانتان أصدرتهما مؤسسة عبدالله شاهين وأولاده صوت الشرق الأولى حملت عنوان "أنا وسهرانة"، والثانية "اندلسيات". وضمت الأولى باقة من الأغنيات الجميلة مثل: يا قمر على دارتنا، يا هلا يا هلا يا حبيبي، غالي الدهب، جلنار، أنا وسهرانة، أمي يا ملاكي، يا حبيبي كلما هب الهوى، غيبي ولا تغيبي، الأوضة المنسية، شال، يارا، يوم ويومين وجمعة، بتشوف بكرا بتشوف، ردي منديلك، انا لحبيبي. وقدّم للأسطوانة الشاعر انسي الحاج قائلاً: "يمثل لي صوت فيروز الحب... آخرون غنوا عن الحب اكثر مما غنت فيروز لكن كل اغنية بصوت فيروز هي جو من الحب، حتى لو كانت تتحدث عن موضوع آخر. ينشر صوت فيروز مناخاً من الاتصال الفوري بالذات والآخر، اتصالاً داخلياً، محض داخلي، لا تضيع منه ذرة واحدة في الثرثرة الخارجية. انه صوت حميمي يشعرك بأنه لك دون سواك، كلما احب انسان يظن انه اول انسان يحب. وهكذا صوت فيروز: كلما سمعته تظنه قد بدأ معك". وضمت الاسطوانة الثانية المجموعة الأندلسية الكاملة ومنها: ارجعي يا ألف ليلة، بلّغه يا قمر، لو كان قلبي معي، يا من حوى، جاءت معذبتي، قد أتاك يعتذر، لو تعلمين ان الهوى، لا تسألوني، يا شادي الألحان، يا خليلي، يا وحيد الغيد، حجبوها، يا غصن نقا، جادك الغيث، يا ليل الصب، لملمت ذكرى لقاء الأمس. ومما جاء في تقديم الاسطوانة: "منذ سيد درويش لم يعرف العالم العربي عودة الى التراث اقوى وأعمق تأثيراً من ثورة الأخوين رحباني الموسيقية. وكانت فيروز، في اللقاء بين صوتها وبين هذه الثورة المستمرة، أعجوبة حقيقية مستمرة. "لقد صنع الرحبانيان وحدهما ما عجز اللحن العربي طول ثلاثين سنة عن صنعه. وكانا دعوة للأذن العربية الحديثة الى الدخول في بهو اللحن العربي المنوع، على مختلف وجوهه، من اصوب باب وأحدثه وأوسعه. ولم يتوقف عملهما عند حد تخدير الأُذن بالبنج الموسيقي الخارجي السطحي. بل انهما قد اخترقا قشرة الطرب والتطريب البرانية لينفذا، ببراعة وعياقة وإبداع، الى جميع الحواس، الى دخيلاء النفس، الى العقل كله. وهنا ايضاً يلتقي صوت فيروز بخطهما الموسيقي والشعري افضل التقاء. "منذ انهيار مجده لم يعرف الموشح من يستغل ثروته الموسيقية كالأخوين رحباني. ولقد كان الموشح أول نوع موسيقي عربي يبدي اللحن على الكلمة بصورة قاطعة، فيخضع الشعر لمقتضيات اللحن. وهنا من الواجب القول أن للأخوين رحباني فضلاً على الموشح الحديث في المحاولة التي يقومان بها انسجاماً مع روحهما العام، بإقامة توازن بين الشعر والموسيقى، في الموشح. لقد استعادت الكلمة التوشيحية معهما اعتباراً واضحاً. "مع الموشحات تضم هذه الاسطوانة عدداً من القصائد. ومن التكرار القول القصائد الرحبانية الغنائية هي، لحناً، ارقى ما بلغه التلحين العربي، وشعراً الوحيدة التي تشبع في طلب الغناء الشعري اعمق حاجاتهم وأصعبها. "مرة اخرى مع فيروز التي ما كان يمكن اضخم عمل موسيقي عربي معاصر ان يكون ما هو، لولا وجودها".