استبعد كارلوس ويستندورب المنسق المدني لعملية السلام في البوسنة ان يلجأ المجتمع الدولي الى اجراء عسكري لاعتقال المطلوبين الصربيَين بجرائم حرب رادوفان كاراجيتش وراتكو ملاديتش. وفي الوقت نفسه، توقع ويستندورب ابقاء القوات الدولية في البوسنة لثلاث سنوات اخرى على الأقل. من جهة اخرى، نقل تلفزيون بانيالوكا أمس الأحد عن رئيس حكومة صرب البوسنة ميلوراد دوديك انه سيزور الولاياتالمتحدة في 18 شباط فبراير الجاري، "من اجل التوقيع على قرض بمبلغ 100 مليون دولار من البنك الدولي للجمهورية الصربية البوسنية". وأوضح دوديك ان ازدهار الجمهورية الصربية يسير بخطى سريعة "بعدما تعهدت الولايات hلمتحدة بمنحها شهرياً خمسة ملايين دولار فيما تصل خلال عشرة أيام 7 ملايين دولار من الاتحاد الأوروبي مساعدة خاصة لوزارتي الداخلية والتعليم". وأشار مراقبون الى ان الأجواء بدت هادئة نسبياً وأفضل من أي وقت مضى أثناء الجلسة التي عقدها برلمان صرب البوسنة أول من أمس السبت في مدينة بانيالوكا حيث أدى دوديك ووزراؤه العشرون القسم الدستوري ووافق النواب بغالبية كبيرة على ان تكون بانيالوكا العاصمة السياسية لصرب البوسنة. وأفاد تلفزيون ساراييفو أمس ان المنسق المدني لعملية السلام كارلوس ويستندورب أبدى حذره من استخدام القوة لاعتقال كل من زعيم صرب البوسنة السابق المتهم بارتكاب جرائم حرب رادوفان كاراجيتش وقائده العسكري أثناء الحرب الجنرال راتكو ملاديتش، "لأن العملية قد تسفر عن ضحايا ومشاكل لا تخدم تزايد التأييد الصربي لجهود تطبيق اتفاق دايتون للسلام". واعتبر مراقبون ان هذا التقويم يدخل ضمن "التصريحات المتناقضة" التي أدلى بها المنسق المدني في شأن تسليم المتهمين بارتكاب جرائم حرب الى محكمة لاهاي. وأشار ويستندورب الى ان تعميق الانقسامات والخلافات بين قيادات صرب البوسنة ليس توجهاً صائباً "لأنه يؤدي الى الفوضى التي تعرقل العمل" الذي يقوم به. وتوقع المنسق المدني لعملية السلام ان تبقى القوات الدولية بقدرتها العسكرية الكبيرة في البوسنة لمدة ثلاث سنوات اخرى على الأقل "من اجل اكمال متطلبات الأمن والاستقرار". اعتداءات كرواتية وعلى صعيد آخر، ندد المسؤولون الدوليون والزعماء المسلمون بالاعتداءات التي نفذها المتطرفون الكروات ضد اللاجئين المسلمين العائدين الى ديارهم في 6 مدن وقرى يسيطرون عليها في الاتحاد الفيديرالي من بينها موستار وستولاتس، خلال الأيام الأربعة الأخيرة. وكانت بيوت المسلمين التي عادوا اليها في هذه المدن والقرى تعرضت الى قنابل حارقة ما أدى الى اشتعال النار في العشرات منها واشاعة الخوف والتذمر بين العائدين الذين لا تتوافر لهم أي ضمانات أمنية في هذه المناطق التي تخضع لسيطرة الكروات. ووصف الناطق باسم الأممالمتحدة في ساراييفو الكسندر ايفانكو هذه الاعتداءات بأنها "خطيرة جداً وستؤثر على عودة اللاجئين الى ديارهم اذا لم يوضع حد لها". ودعا رئيس الاتحاد الفيديرالي المسلم - الكرواتي أيوب غانيتش الى "معاقبة القائمين بها ومحاسبة قادة الشرطة المحلية الكروات الذين يقصرون في حماية المواطنين".