أهدر المنتخب المصري لكرة القدم فرصة فوز مضمونة على منتخب النروج في مباراتهما التي انتهت بالتعادل 1-1 مساء أول من امس في القاهرة. وشهد المباراة اكثر من 40 ألف متفرج، وذهب ايرادها لضحايا كارثة قطار كفر الدوار التي اودت بحياة اكثر من مئة شخص قبل ثلاثة اسابيع. وتلقى أبطال افريقيا لطمتين قبل المباراة. الاولى بمرض حازم امام الذي حضر من هولندا بصعوبة لاداء المباراة وارتفعت حرارته جدا ولم يقو على مغادرة فراشه، والثانية باعلان هبوط ترتيب مصر في تصنيف الاتحاد الدولي الفيفا من المركز العشرين الى المركز الثالث والعشرين خلف تونس والنمسا والولايات المتحدة. ولكن زئير 40 ألف مصري لمحمود الجوهري المدير الفني للفريق واللاعبين، اعاد للمصريين التوازن في بداية اللقاء، ودفع الجوهري بمجموعة لاعبيه المحترفين في اوروبا مع نجوم النادي الاهلي متصدر الدوري لضمان الانسجام والخبرة في مواجهة منتخب النروج الاقوى بدنياً والاطول في قامات لاعبيه. وفرض الفراعنة سيطرتهم بجدارة في الشوط الاول ووضعوا النروجيين في نصف ملعبهم مع اناشيد في المدرجات تتغنى بالاداء الجميل، وفتح الثنائي محمد عمارة وياسر ريان مسارا هجومياً رائعاً في الجبهة اليسرى. وتوالت الكرات العرضية داخل منطقة الجزاء وخطف حسام حسن برأسه كرة رائعة ولكن التوفيق لم يحالفه وعلت الكرة العارضة. وتمكن مدافعو مصر سمير كمونة وهاني رمزي وياسر رضوان المحترفون في المانيا من وضع مهاجمي النروج توري اندري فلو وايفرسون في دائرة رقابة محكمة. ولم يتعرض نادر السيد حارس مصر لأي هجمة خطيرة على مدار الشوط الاول. هدف حسام عندما أيقن الجميع أن الشوط الاول سينتهي بالتعادل السلبي فاجأ الحارس المخضرم فرودي غروداس الجميع بارتكاب خطأ قاتل في الدقيقة 40 عندما أمسك بكرة عالية بسهولة ووضعها على الارض لاستئناف اللعب بتسديدها بقدمه، واذا به يخطئ في ركلها ويهديها الى حسام حسن المواجه له خارج منطقة الجزاء. ورغم الضغط السريع الذي مارسه مدافعو النروج على حسام الا أن هداف مصر وافريقيا الاول احسن استقبال الكرة وسددها على يسار الحارس هدفاً مباغتاً. وهدف فلو واصل المصريون تفوقهم في الشوط الثاني مع تغيير خططي بتحويل مسار الهجوم الى اليمن عن طريق ياسر ريان. واجرى نيلز يوهان سيمب مدرب النروج تغييرين باشراك الحارس الاحتياطي ماير والمهاجم جون كارو 19 عاماً، فكانا ايجابيين، حيث تحول اللعب لمصلحة النروج، وتمكن العملاق توري اندري فلو من احراز هدف التعادل في الدقيقة 63. وجاء من ركلة حرة وقفز فلو لها أعلى من الجميع وحول الكرة برأسه في الشباك وسط ذهول الحارس والمدافعين من القفزة الهائلة للمهاجم الطائر. والهدف هو الاول له منذ 21 ايلول سبتمبر الماضي. ولم يسجل فلو أي هدف مع تشلسي الانكليزي في تلك الفترة الطويلة رغم ادائه المتميز ولذلك كانت فرحته وفرحة زملائه كبيره بالهدف. وارتبك المصريون بعد الهدف وتمكن الصغير جون كارو من اختراق دفاع الفراعنة مرتين وانفرد بالمرمى لكنه لم يسدد بكفاءة واهدر الفرصتين وتدخل الحارس ماير لانقاذ تسديدة قوية من هادي خشبة، واجرى الجوهري تغييرات عدة باشراك اسامه نبيه وهشام حنفي ومحمد يوسف بدلا من ريان وعبد الستار صبري وعماره. وحظي السعودي الزيد بتقدير الطرفين بعد صفارة النهاية. وعقب المباراة أدلى المدربان بتصريحين ل"الحياة" وقال الجوهري "قدم منتخب مصر مباراة خططية ممتازة في الشوط الاول امام منافس على مستوى رفيع. ونفذ اللاعبون 90 في المئة من التعليمات وبقي الجزء الاخير الخاص بإنهاء الهجمة غير مكتمل. وهو الجزء الاصعب دائما في كرة القدم، المحترفون استعادوا انسجامهم وتفاهمهم الذي ظهروا به في نهائيات الامم الافريقية الاخيرة، واصبح المنتخب المصري معروفاً للجميع بتشكيلته الثابتة وادائه الجاد والجيد. واذا كان الفريق لم يحقق اي فوز في المباريات الخمس التجريبية الاخيرة فالمسألة لا تزعجني لأن اللقاءات ودية ومكاسبها كبيرة. ومنتخب النروج هزم البرازيل مرتين في مباراتهما الاخيرتين في اوسلو ثم في كأس العالم. واللعب امام النروج ليس سهلاً لأنه فريق يمارس الضغط الجماعي والسريع ويجيد لاعبوه الهجمات المعاكسة والتحرك في المساحات الخالية وألعاب الهواء". وقال مدرب النروج سيمب: "كنت اعرف المنتخب المصري ولكنني لم اتوقع الاداء العالي جدا من هذا الفريق في الشوط الاول. تحكم لاعبوه في الايقاع بكفاءة وهو امر يعكس كفاءة مدربه وخبرات لاعبيه المحترفين في اوروبا. ولكننا تمكنا من وضع حد سريع لهذا التفوق باغلاق الطريق الى مرمانا. ولم يصل مهاجمو مصر الى مرمى غروداس مطلقا. ولولا الخطأ الساذج الذي اسفر عن الهدف لاحتفظنا بشباكنا نظيفة حتى النهاية. شهد الشوط الثاني المستوى الحقيقي لمنتخب النروج المجدد، وعرف الجميع ان مستوى الصاعدين ايفرسون وماير وكارو يؤهلهم لاحتلال اماكنهم في الفريق.