اشبيلية - أ ب - تظاهر حوالى نصف مليون شخص في اشبيلية مساء أول من أمس السبت احتجاجاً على مقتل سياسي محلي عضو في الحزب الحاكم وزوجته في هجوم حمل بصمات انفصاليي الباسك، يوم الجمعة الماضي. وانطلقت التظاهرة منددة بالعنف، بعد دفن الزوجين البرتو واسونسيون بيسيريل، تجاوباً مع دعوة رئيسة البلدية سوليداد بيسيريل وهي قريبة الضحيتين. وكان عدد من المسؤولين يتقدمهم رئيس الوزراء خوسيه ماريا ازنار والأميرة هيلينا كريمة العاهل الاسباني، شاركوا في الجنازة الى جانب آلاف آخرين وقفوا تحت المطر. ولم تتبن أية جهة مسؤولية الجريمة الثانية من نوعها هذا العام، لكن أصابع الاتهام توجهت نحو منظمة "ايتا" لانفصاليين الباسك فيما رأى مسؤولون أمنيون ان الهجوم يحمل بصماتها، خصوصاً نوع السلاح الذي استخدم لاطلاق النار على الزوجين. وردد المشاركون في التظاهرة هتافات "تحيا اسبانيا" فيما رشق السكان المسيرة بالورد. وكان اسقف اشبيلية كارلوس اميغو فاليجيو الهب مشاعر الحاضرين في الكاتدرائية خلال المراسم متسائلاً: "اي مجتمع يبنى تحت ظل الترهيب والقتل والعنف؟". وعكست الجريمة مخاوف من أن يكون الانفصاليون يسعون الى تفريغ الحزب اليميني الحاكم من قاعدته السياسية بتصفية مسؤوليه المحليين الواحد تلو الآخر. وكانت "ايتا" تبنت اغتيال سياسي يميني آخر هو خوسيه اغناسيو اروريتاغونا في التاسع من الشهر الماضي، ما أثار موجة سخط عارمة ضدها. ويقدر عدد ضحايا عنف الانفصاليين في اسبانيا بحوالى 800 قتيل منذ حملت "ايتا" السلاح عام 1968 مطالبة بدولة مستقلة في اقليم الباسك الشمالي. وكان ازنار تعرض شخصياً لمحاولة اغتيال عبر سيارة مفخخة. وانطلق منذ توليه الحكم عام 1996 في حملة ضد "ايتا" اسفرت عن اعتقال عشرات من قيادييها في اسبانيا والدول المجاورة.