بعد إطلاق صفارات الإنذار في 182 مدينة.. إيقاف مطار بن غوريون وملايين الإسرائيليين في الملاجئ    زيلينسكي: تلقيت إحاطة حول "انخراط" كوريا الشمالية في حرب أوكرانيا    اختتام أعمال الملتقى الوطني للتميز المدرسي "تميز 2024"    وزارة الإعلام تعلن عن النسخة الخامسة من جائزة التميُّز الإعلامي2024    أمير القصيم يؤدّي صلاة الميت على محافظ عنيزة السابق    حرس الحدود بجازان يحبط تهريب 270 كجم من القات المخدر    علامة جايكو وأومودا تجتاح أوروبا مع زيادة هائلة في المبيعات وتوسيع نطاقها العالمي    استئصال 30 ورمًا ليفيًّا من رحم سيدة في مستشفى الرس    وفد البرلمان العربي برئاسة "العسومي" يشارك في اجتماعات الاتحاد البرلماني الدولي في جنيف    "فرع الإفتاء جازان": ينظم مبادرة "الشريعة والحياة" بالكلية الجامعية بمحافظة جزر فرسان    «الأرصاد»: انخفاض تدريجي في درجات الحرارة.. «الوجه» تسجل أعلى كمية أمطار تاريخيا    السعودية تستضيف الاجتماع الرابع للمجموعة الإقليمية لأمن الطيران والتسهيلات بالشرق الأوسط    وزير الطاقة يجتمع مع نظيره الفلبيني ويوقعان مذكرة تفاهم بين البلدين    " نسك" أول منصة سعودية تتيح خيار التخطيط والحجز وعيش تجربة العمرة أو الحج    «صواب» وتنمية صامطة توقعان إتفاقية لتوعية المجتمع من أضرار المخدرات    "الأسهم السعودية" يغلق منخفضًا عند مستوى 11959.67 نقطة    سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الأردن يسلم دعماً سعودياً ل«الأونروا»    وزير الخارجية ومؤسس ورئيس المنتدى الاقتصادي العالمي يبحثان تعزيز التعاون بين الجانبين    "عِلم" تستعرض باقة من أبرز منتجاتها وحلولها الرقمية في "جيتكس جلوبال 2024"    انطلاق فعاليات مهرجان "أطايب الرس".. الأربعاء المقبل    تعليم الشرقية يكثف فعاليات التوعية بسرطان الثدي    النصر يُعاند رغبة بيولي بشأن بينتو    الرخصة الآسيوية (A) تمنح للعامر واليحيى    صحة الشرقية تنظم ملتقى "أمان" للحد من الكوارث    القمر الأحدب يقترن بزحل اليوم    مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية يُشارك في معرض جيتكس العالمي 2024م    الأمن الغذائي : إرساء المناقصة الثانية للمستثمرين السعوديين في الخارج    وصول الطائرة الإغاثية السعودية الثانية لمساعدة الشعب اللبناني    شركة المجدوعي للوجستيات وشركة سيفا لوجستيكس توقعان اتفاقية اندماج استراتيجي في المملكة    الرياض تستضيف ملتقي الصحة العالمي بمشاركة 70 دولة    6 ضوابط لترشيح القياديين في جهات الدولة الكويتية    زيارة ترفيهية لفتيات مركز عبور للرعاية النهارية لمقهى "أزورا" في جازان    سارة الزين تحيي أمسيتها الشعرية الأولى بأدبي الطائف    أبطال نادي وج يتألقون بحصد الذهب في منافسات الجودو بدورة الألعاب السعودية    لاعب النصر "تاليسكا" الأكثر تسديداً على المرمى بعد نهاية 6 جولات من دوري روشن للمحترفين    في إنجاز رياضي جديد .. 7 ميداليات سعودية في بطولة العالم للكاراتيه    الغامدي: 263 مسرحاً في السعودية.. والقطاع يحتاج إلى «حوكمة»    ابنة الرويشد: أبي تخطى الخطر ويستعد للعودة    صرف صحي ومياه آسنة في صناعية الحوية    نجا من الموت.. سائق جرافة ردمه بالتراب عن غير قصد    جازان: مساجد بلا صيانة.. مَنْ المسؤول ؟    استعدادات لمسابقة خادم الحرمين لحفظ القرآن الكريم والسنة النبوية في موريتانيا    محمية الملك سلمان تحتفل بتسجيلها في القائمة الخضراء    اللامي ل«عكاظ»: صقورنا الخضر قادرون على كسب البحرين    5 نصائح للتغلب على الكسل    شرب الماء.. يحسن الذاكرة ويخفض التوتر    زيمبابوي تسجل أول حالتي إصابة بفيروس جدري القردة    صديقي الوزير    منتخبنا.. من «ياخذه ويدعمه ويقويه»؟    بلطجة صوتية وبطولة كاذبة!    البنتاجون يؤمن إسرائيل بثاد    أمير الرياض يستقبل السفير الفلسطيني ومدير مكافحة المخدرات    تركي بن هذلول يستعرض تقارير التعليم في نجران    وصول أولى طلائع الجسر الجوي السعودي لمساندة الشعب اللبناني    أمير الشرقية يعزي أسرة الدوسري    طيور مهاجرة    "محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية" تختتم مشاركتها في معرض الصقور والصيد السعودي 2024    "الظافري" يستقبل مفوّض الإفتاء في جازان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فنان بالدراسة الأكاديمية والممارسة والخبرة . نعمة بدوي : نعيش في لبنان زمن الانحطاط الفني
نشر في الحياة يوم 19 - 02 - 1998

"أنا مخرج هاوٍ وممثل محترف". هكذا يعرّف عن نفسه الفنان نعمة بدوي وهو الحائز على دبلوم دراسات عليا في الفنون المسرحية وخريج دار المعلمين للرياضة. انه فنان بالدراسة والممارسة والخبرة. اكثر من عشرين عاماً قضاها في مجال الفن فتعددت مواهبه لتتجاوز المسرح والتلفزيون والاذاعة والرقص الفولكلوري والاخراج، ومع ذلك يقول: "انني في مرحلة الاختبار".
الحديث مع نعمة بدوي يتجاوز خط الثقافة الهامشي ليدخل في ادق التفاصيل، في الشؤون والشجون، ويعتبر اننا نعيش الآن في لبنان زمن الانحطاط الفني على كل الصعد.
عن البداية، مع هواية الرقص الفولكلوري، وعن المسرح والتلفزيون والاذاعة، فتح نعمة بدوي خزانته، اخرج الملفات وقال: "انا لم احرق كل المراحل، لأنني لا اريد تحقيق الشهرة بل أسعى الى اكون فناناً لا نجماً، فالموهبة الاصلية لا ترتبط بالالقاب الرنانة".
بدأ نعمة بدوي الرقص حباً وتعلقاً بالرقص الفولكلوري الشعبي في العالم، ما دفعه للممارسة ضمن فرق عدة ابتداء من السبعينات. وجال مع صبري الشريف ومروان الجرار في انحاء أوروبا ومصر مع فرقة استعراضية، كما ساهم في تأسيس فرقة الفنون الشعبية التي اصبحت في ما بعد فرقة فهد العبدالله.
انطلاقاً من الرقص، يعتبر بدوي ان الفن لا يهم، بل المهم ان يكون العمل جيداً خصوصاً ان الفنون هي المقياس الحضاري للشعوب. ومن هذا المنطلق لم يتوقف عند الرقص الذي كان يحتاج الى تكريس فعلي، فدخل معهد الفنون ونال دبلوم دراسات عليا بالفنون المسرحية. المسرح لدى بدوي هو أبو الفنون، ومنه ننتقل الى المجالات الاخرى. فالمسرح حركة في حد ذاته، ومقومات الممثل المسرحي جسم وصوت وحضور وحركة لها دور اساسي، اذ انها نص بصري للمسرح.
والمسرح بحسب بدوي عملية تتطلب الكثير من التفكير، ومع ذلك يؤكد انه ابن المسرح قبل كل شيء. والالتزام المسرحي عنده بدأ مع "نزهة ريفية غير مرخص بها" للمخرج يعقوب الشدراوي وأدى فيها بدوي خمسة ادوار مختلفة. بعدها كانت مسرحية "الشهيد ابن البلد" مع أحمد الزين للمخرج نقولا دانيال وتأليف رفيق نصرالله، و"الدبور" و"زمن الطرشان" للمخرج حسام الصباح. كما مثلّ في مسرحية "رشاشة طايسة" للدكتور رئيف كرم، وهي مسرحية تجريدية لا يتعدى نصها الصفحتين لكنها تستمر ساعتين في خليط من الحركة والرقص واللعب على الاضواء. بعدها كانت "العصافير" من اخراج روجيه عساف، وأخيراً مسرحية "المير وأستير" للمخرج نزيه قطان والكاتب أنطوان غندور.
ويشير بدوي "الى ان الدخول في غمار المسرح الملتزم في لبنان هو مغامرة حقيقية، على رغم اننا في حركة مسرحية دائمة، لكن المسرح دخل اليوم سمة التجارة وهو يمر حالياً بفترة صعبة، الا ان الحنين للمسرح يشدني دائماً خصوصاً انني امتلك المفاتيح المسرحية وأحمل الهم المسرحي من الالف للياء، وقد ظهر ذلك جلياً في مسرحية "المير وأستير" اذ عكست شخصية المير المسؤولية المسرحية، خصوصاً ان الجمهور يختار طوعاً المسرح لذلك يجب ان لا ندفع الجمهور الى الاحجام عنه، وبالتالي لا يمكننا العمل في مسرح يحاكي غرائز الناس فقط".
وعلى الصعيد السينمائي، لنعمة بدوي تجربة فريدة ووحيدة مع المخرج المصري الراحل عاطف الطيب في فيلم "ناجي العلي" الذي عمل فيه كمساعد مخرج ومدير انتاج وممثل. بعدها توقف عن اللعبة السينمائية لأن السينما برأيه معدومة في لبنان، وهي الآن سينما مقاولات مع مراعاة مبدأ الربح السريع والانتاج الهابط. العمل مع عاطف الطيب علّم بدوي مفاتيح السينما وعزّز عشقه لها، ويؤكد انه سيعاود التجربة اذا كان اي عمل بمستوى ناجي العلي او احسن من ذلك، فالنوعية والطرح والناحية التقنية والمخرج عناصر اساسية تلعب دوراً في نجاح اي عمل سينمائي او فشله.
واذا كانت لنعمة بدوي تجربة يتيمة في السينما، فمما لا شك فيه ان التلفزيون يعوّض كل الفرق عنده. فقد أدى نعمة بدوي ادواراً لعدة لشخصيات تاريخية عدة عربية وغربية، خصوصاً في مسلسلات "مع الانسان" و"القصاص" و"مواسم خير"، كما مثّل في ادوار عديدة في اعمال مشتركة بين اكثر من بلد عربي، فانطلق اسمه في البلدان العربية كممثل متنوع المواهب والادوار يفتش عن كل جديد.
اول مسلسل تلفزيوني لنعمة بدوي كان "قالت العرب" مع المخرج سمير درويش، بعدها كان "شارع الطرب" للمخرج رفيق حجار ولعب بدوي فيه ادواراً كوميدية.
وشارك في عدد من الافلام التلفزيونية منها لميلاد الهاشم وجورج غياض وابراهيم قعوار فضلاً عن عدد من المسلسلات من اخراج أنطوان ريمي منها "الافق الضائع" و"المغاور". واشترك في "شارع الايام" للكاتب ابراهيم الصادق، كما عمل مع المخرج جورج غياض في برنامج "الشورى" وبرنامج "مع الانسان" حيث لعب اكثر من 25 شخصية عالمية أدّاها الكثيرون قبله. الا ان نعمة يعتبر ان المسلسل لم ينل فرصته كما يجب. ومثّل بدوي في مسلسل "الليل والمصباح"، وعُرِض له خلال شهر رمضان الماضي مسلسلا "مواسم خير" و"مدى العمر" مع المخرج جورج غياض.
أما إخراجياً، فنفّذ نعمة بدوي افلاماً وثائقية عدة منها فيلم تلفزيوني بعنوان "الصبر" عن قصيدة للشاعر طلال حيدر عنوانها "مبارك صبرك حتى الآن يا بيروت". ونفّذ فيلماً وثائقياً عن مدينة صور في الجنوب اللبناني من خلال خط درامي يرسمه عدد من الشبان في زيارة اولى الى المدينة. ولبدوي فيلم وثائقي عن مقام "النبي إيللا" في منطقة البقاع اللبناني.
ويشير بدوي الى انه عاش فترة جفاء مع التلفزيون حتى صالحه واياه مسلسل "الشورى" في العام 1989، وكان مع الفنان رشيد علامة وإخراج جورج غياض وكتابة ابراهيم الصادق.
في الختام يقول: "خفت كثيراً من التجربة التلفزيونية ولكنني ابحث عن نفسي دائماً. هذا قلقي الابدي، وأتطور تدريجاً، رفضت الكثير من الاعمال لاعتبارات عدة اهمها الاصرار على اختيار الادوار المناسبة. اختار احسن الاسوأ في اعمال معينة، ولكنني راضٍ عن معظم الادوار التي قمت بها، خصوصاً في مسلسل "القصاص" الذي أخرجه مأمون البني مع نجوم العالم العربي. انا ادافع عن الادوار التي اؤديها، وأتقمص الشخصيات، فأصبح ملزماً بها، لذا اكتسبت شيئاً قليلاً من كل الفنون اضيفه الى شخصيتي ورصيدي الفني".
ويؤكد "ان الاعمال العربية المشتركة له "القصاص" و"حوش المصاطب" و"البحر لا يبتلع الشمس" و"ناجي العلي" تفتح المجال للاحتكاك والتعرف على خبرات الآخرين، نتيجة للتفاعل الفني بين الممثلين. الاخراج ملّكني اكثر من "لعبة" الكاميرا، وأصبحت اقف امام الكاميرا كممثل ولكن بعين المخرج، لذلك اعتبر انني قد اريح او اتعب كثيراً المخرج الذي اتعامل معه.
ولكن كثرة الظهور تخضع لبرمجة العرض في فترات زمنية متلاحقة وتبعد الممثل عن الصدأ. أنا راضٍ بنسبة 70 في المئة على الاعمال خصوصاً انني مع تنوع الادوار، وضد الكاريسما الواحدة. ألعب ادواراً متفاوتة، بعضها اريد اعادة صياغته لو قدّر لي، لأن الظروف المالية تلعب دوراً في التقرير وتدفع الممثل الى تقديم تنازلات. هنا سيساهم الفنان الى حد كبير في تشويش اذواق الناس، وما يقدّم حالياً يساهم الى حد كبير في هذا الامر".
ويضيف : "نحن نعيش زمن الانحطاط بكل جوانبه. هل ان الابداعات التي اوجدها العباقرة هي لتكريس السخافة المستحدثة؟ وهل ان التقنيات الحديثة تستعمل حالياً لتسخيف اذواق الناس؟ البلد كله يتحول الى مجتمع معلّب عبر سوء استخدام التلفزيون، وبالتالي اصبح التلفزيون عبارة عن كازينو ومسرح للالعاب. حتى التلفزيون اصبح وسيلة لممارسة السخافة عبر الالعاب والمسابقات التي تقدم على الشاشة الصغيرة؟ لو كان يعلم غراهام بل مخترع الهاتف ان اختراعه سيصل الى هذا الحد لعدل عنه. ان اسس بناء الوطن تبدأ مع اعطاء الحرية الابداعية للمثقفين، وتسليمهم مهام الابداع من خلال مخزونهم المتجذر بأصالتهم وعاداتهم وتقاليدهم ورفع الجماهير وتعبئتها لتماشي المجتمعات الراقية المتقدمة. فكلما غصنا في المحلية وصلنا الى العالمية".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.