بكين، لندن، بودابست - رويترز، أ ف ب - أعرب رئيس الوزراء البريطاني توني بلير عن اعتقاده بأن العراق سيواصل تطوير اسلحة كيماوية وبيولوجية ما لم يتم وقفه، فيما أعلن ان الولاياتالمتحدة اطلعت الصين التي يزورها حالياً سفيرها لدى الاممالمتحدة بيل ريتشاردسون على معلومات عن التسلح العراقي بهدف اقناعها بعدم استخدام حق النقض الفيتو في مجلس الأمن الدولي في حال التصويت على توجيه ضربة محتملة الى العراق. وأفاد مسؤول اميركي طلب عدم ذكر اسمه ان الولاياتالمتحدة قدمت للصينيين لقطات جوية للقواعد المسلحة العراقية لاقناعها بأن العراق يقوم بتطوير أسلحة تدمير شامل. وغادر ريتشاردسون بكين أمس بعد محادثات مع وزير الخارجية الصيني كيان كيشين. وأوضح المسؤول الاميركي ان "هذه الزيارة تشكل استثماراً في حال حصول تصويت"، معرباً عن اعتقاده بأن "الصينيين باتوا يمتلكون ربما رؤية أفضل للوضع بعد مشاركتهم هذه المعلومات". وأشار المسؤول الى أن الولاياتالمتحدة لم تتلق رداً فورياً من الصين لكنه اعتبر انه في حال حصول تصويت في مجلس الأمن على استخدام القوة فإن الصين قد تمتنع عن التصويت. في مقابل ذلك، كرر الناطق باسم الخارجية الصينية تانغ زكيانغ ان بكين ما زالت تعارض استخدام القوة ضد العراق وأوضحت ذلك للولايات المتحدة. وقال تانغ الذي يرافق رئيس الوزراء لي بينغ في زيارة لهولندا ان بكين لا تعتقد ان الأزمة العراقية وصلت الى مرحلة تقتضي تدخل مجلس الأمن. وأوضح: "وزير خارجيتنا أوضح جيداً لبيل ريتشاردسون انه بوصفهما الصينوالولاياتالمتحدة عضوين دائمين في مجلس الأمن فإنهما يجب ان يبذلا جهدهما لحل الأزمة حلاً سلمياً، وموقفنا ثابت. ولا تغير فيه". وسئل تانغ هل ستمتنع الصين عن التصويت اذا جرى تصويت في مجلس الأمن فأجاب: "لم نصل بعد الى هذه المرحلة. ونحن نعارض استخدام القوة". معرباً عن الاعتقاد بأن الأمين العام للامم المتحدة كوفي انان قبل دعوة من العراق للسفر الى بغداد، و"نحن نرحب ونؤيد جهود حل هذه المشكلة حلاً سلمياً". في لندن صعد رئيس الوزراء البريطاني ضغوطه على الرئيس صدام حسين، وقال انه يجب وقف صدام من أجل السلام. وقال بلير لصحيفة "ميل اون صنداي": "هذا ليس نوعاً من الالعاب النظرية وبعض الاستعراض الايديولوجي للقوة. خطر صدام حقيقي. وما لم يتم وقفه فإنه دون أدنى شك سيواصل تطوير وصنع أسلحة كيماوية وبيولوجية التي تملك امكان التسبب في دمار كامل. ويوجد خطر كبير جداً من ان يستخدمها وهو ما سيكون له تأثير كبير على الشرق الأوسط من اجل السلام والأمن. فمن الضروري وقفه". وانضمت بريطانيا الى الولاياتالمتحدة في ارسال سفن حربية، وفي مقال لصحيفة "اوبزرفر" قال بلير: "الديبلوماسية المدعومة بالتهديد بالقيام بعمل عسكري أجبرت صدام بالفعل على التحرك. ولكن ليس الى حد بعيد بما يكفي. كما ليس كافياً الحل الوسط الذي عرضه صدام في شأن حرية الدخول الى ما يسمى بالمواقع الرئاسية". في ملبورن أعلنت جيني شيبلي رئيسة وزراء نيوزيلندا استعداد بلادها للقيام بدورها اذا تم القيام بتحرك عسكري ضد العراق. وقالت شيبلي، التي سيناقش مجلس وزرائها اليوم طلباً اميركياً بالمساعدة، ان نيوزيلندا تريد ضمان استنفاد كل السبل الديبلوماسية أولاً. في بودابست قالت وزارة الخارجية الرومانية ان رومانيا على استعداد لدعم اي عمل عسكري توافق عليه الاممالمتحدة ضد العراق اذا فشلت كل الجهود في التوصل لتسوية ديبلوماسية.