نشرت "الحياة" في 4 تشرين الأول اكتوبر 1994 مقالاً لي بعنوان "مجلس الأمن... الولاياتالمتحدة... العراق. سياسة لا تمضي الى أهدافها المعلنة" وبعد مضي أكثر من سنتين في 6 كانون الأول "ديسمبر 1996 نشرتم مقالاً بعنوان "مطلوب تدخل عربي في الشأن العراقي بدلاً من التدخل الأجنبي". أوضحت في هذين المقالين بأن العقوبات المفروضة على العراق لن ترفع وان معاناة شعبه لن تنته وان استباحة أرضه وانتهاك سيادته ستصبح من الأمور المعتادة المتكررة ما دام النظام الحالي باقياً في السلطة ووجهت نداء الى اشقائنا العرب بأن يدركوا قبل فوات الأوان بأن لا خلاص للعراق من دون تغيير الحكم وطلبت اليهم مساعدة الشعب العراقي للتحرر من هذا النظام وحذرتهم بأن تقاعسهم سيفسح المجال للآخرين بالتدخل وفرض حلول قد لا تحقق كل ما يصبو اليه الشعب العراقي. وهذا ما يحدث اليوم فالعراق مهدد بضربة عسكرية ستلحق خسائر بشرية ومادية جسيمة وستكون المصيبة أعظم اذا بقي النظام بعد هذه الخسائر قابضاً على زمام الأمور لذلك فعلى الدول العربية خصوصاً المعنية مباشرة بمستقبل العراق ان تطالب من الآن بأن التدخل العسكري اذا كان لا بد منه فيجب ان يسفر عن تغيير الحكم في العراق. فلا يجوز ان يستمر حرمان الأمة العربية من طاقات العراق البشرية والاقتصادية وهي في أمس الحاجة لمواجهة الأخطار والتحديات المحدقة بها. سبع سنوات عجاف مرت منذ نهاية حرب الخليج وقد آن الآوان ليتخلص العراقيون من جحيمهم ومحنتهم الرهيبة.