وحذرت الصحيفة حكومة حزب العمال من الانجراف في عملية قارنتها بحرب السويس في 1956، التي انتهت الى الهزيمة واستقالة رئيس الوزراء وقتها. وقالت ان "حياة البشر أهم من التمسك بالمواقف الرمزية"، وان الحكومة لم تقدم تصوراً مقنعاً للهدف المتوخى من ضرب العراق. ودعمت "الاندبندنت" ما يبدو انه حملة متواصلة تنوي شنها بمقابلة مع الأمين العام السابق للأمم المتحدة بطرس غالي أبدى فيها تشاؤماً "يصل الى حد اليأس" من نتائج الضربة المتوقعة. واستغرب عدم تركيز الاعلام الغربي على الضحية الرئيسية للعملية اي الشعب العراقي. وهاجم بعنف اعضاء مجلس الأمن ال15 لعدم تقديم تفسيرات للقرارات الدولية تخالف التفسير الأميركي الذي يبيح لواشنطن ضرب العراق متى ما تشاء. وخصصت صفحة الرأي لمقالتين من الصحافيين المعروفين روبرت فيسك وباترك كوبرن عنوانهما "ما هذا الجنون؟" و"القنابل ليست طريق السلام". نشرتهما تحت صورة بعرض الصفحة اشتهرت اثر حرب الخليج لجثة متفحمة لعسكري عراقي. في الوقت نفسه واصلت صحيفة "الغارديان"، من يسار الوسط، ما يشبه "حرب العصابات" على العملية المزمعة. وجاء ذلك من خلال تقرير عن موقف اميركا من تفتيش مواقعها لانتاج السلاح الكيماوي، حسب المعاهدة المتعلقة بهذه الاسلحة التي وقعتها واشنطن الربيع الماضي. وحمل التقرير اعتراض اميركا على عدد من المفتشين المقترحين، اضافة الى قرار من الكونغرس يبيح للرئيس حظر التفتيش في المواقع التي يرى انها تمس الأمن الوطني. وفتح ذلك المجال لمقالة تحريرية تتهم واشنطن بپ"ازدواجية المعيار" وهو ما قد لا يفاجىء القارئ العربي، لكنه جديد على الغربيين. كما دعمت "الغارديان" موقفها بتقريرها الاخباري الرئيسي الذي اعتبر ان موافقة العراق على المشروع الروسي تعرقل مسيرة واشنطن ولندن نحو الحرب، وان الحليفين على الصعيد العملي، مهما كان موقفهما المعلن، يفاوضان العراق عن طريق روسيا. ازاء ذلك هناك مثال على "حرب عصابات" من الجانب المقابل. فقد اختارت "التايمز" ان يكون خبرها الرئيسي، على عرض الصفحة الأولى، بعنوان "العراقوايران يشكلان حلفاً معادياً للغرب"، وهو "خبر" استقته من "مصادر استخباراتية وأمنية". واذا صح التقرير فهو يحمل بشرى سارة للعراق وهي تنازل ايران، بجرة قلم وفي "اجتماع سري" بين قصي صدام حسين ووزير الاستخبارات الايراني، عن التعويضات التي تطالب بها العراق عن حرب الخليج الأولى وقيمتها مئة بليون دولار، وذلك مقابل "تخفيف تخفيف فقط! الدعم العراقي للمعارضين الايرانيين في العراق". ودعمت "التايمز" موقفها بتقرير آخر من مصادر البنتاغون يتحدث عن قلق الأميركيين العميق من "العشرات من صواريخ سكود" التي لا تزال لدى العراق وتمكنه من ضرب الدول المجاورة والقريبة بالسلاح الكيماوي والبيولوجي.