ثلاث ردّات فعل عفوية على تدمير ضريح النهضوي عبدالرحمن الكواكبي والعبث به في مدافن باب الوزير في مصر. خافوا من خوفهم فحطّموا بالاضافة الى الجهل المتحكم بالشعوب المسحوقة يستبد بها الخوف فتهرب منه مذعورة، وتتمثل الابالسة تتربص بها فتستل السيوف تحارب الريح، أو تشحذ الفؤوس والمعاول تضرب بها الرخام أو تعفّر التراب لتقضي على شبح تتوهمه. يرتعدون، يصابون بهزة متواصلة عندما تمسهم "الموضوعات المحرمة"، يغمضون العيون، يحشون بالتراب الأفواه، وبالرمل الآذان، كي لا تتسرب اليهم "طبائع الاستبداد"، كي لا ترشح: "ان المستبد يتحكم بشؤون الناس بإرادته لا بإرادتهم، ويضع كعب رجله على أفواه الملايين من الناس". لتطمئن الأيدي التي هدمت قبر الكواكبي فعدواه ستنتقل اليهم، مرضه أصابهم، سيبصرون! علّ النور يخرجهم من جهلهم فيلمسون خوفهم ويدخلون الى القرن الواحد والعشرين بحواس تعمل بكل طاقتها. بيروت - جوزف زعرور علّهم يستردّون نوراً نخرهم اليأس بنهم، تلذذت بهم جماهير تزعق وتصيح، وانهار كادحين تتدفق هاتفة، وسلّمهم الى اسراب البوم تنعق مهللة. كل الآفاق مسدودة، وحدها نعال الحاكم تتبدل على الأعناق. لم يبق سوى المقابر، ينبشونها يعيدون الى الرميم فيها صوتاً يهدر في ضمير الأمة. عافاهم! وشكراً لهم وألف شكر، قصدوا المصدر والمعين يبحثون عن قطرة نور يلوّنون بها الظلام الممغوط من أفواه الأطفال. أبطال هم هؤلاء الذين حطموا القبر علّهم يستردون نوراً قد يشع يوماً في ليل هذا الشرق البهيم. بيروت - جرجورة حردان لعنة الطغاة ودمعة الثكلى في شرقنا الحبيب يكفنون الأحرار بكفن وكفن، وينثرون عليهم التراب رفشاً ورفشاً، وعبثاً يحاولون، فالأحرار أبداً بكفنهم عائدون!... دمروا قبره، وانتشلوا ما تبقى من عظامه، وتربة جسده، وسحلوها، أحرقوها، وعبثاً ما هم فاعلون فالأحرار أبداً بكفنهم عائدون. شر هؤلاء الأحرار أن قبورهم هي قلوب الناس وعقولهم، فهيّا اقتلعوا القلوب والعقول، وشر هؤلاء الأحرار أن أكفانهم توشح كل قمر وتنسلّ الى كل شمس، فهيّا اسلخوا القمر والشمس. في شرقنا الحبيب لن تنتصر لعنة الطغاة على دمعة الثكلى تبكي أحرارها فهم عبثاً يحاولون، فالأحرار أبداً بكفنهم عائدون. بيروت - هنري عويس