أكد الرئيس السوري بشار الأسد أهمية «الدور الذي يجب أن تلعبه أوروبا إلى جانب الولاياتالمتحدة في إرساء أسس السلام العادل والشامل» في منطقة الشرق الأوسط، مشيراً إلى توقف عملية السلام «بسبب عدم جدية الطرف الإسرائيلي». وأشار ناطق رئاسي إلى أن الأسد «شرح متطلبات عملية السلام المتوقفة بسبب عدم جدية الطرف الإسرائيلي» خلال لقائه رئيس الوزراء الإسباني خوسيه لويس ثاباتيرو مساء أول من أمس في حضور نائب الرئيس فاروق الشرع ووزير الخارجية وليد المعلم والمستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية الدكتورة بثينة شعبان. ولفت إلى أنه «تم التطرّق إلى الأوضاع المأسوية التي يقاسيها الشعب الفلسطيني جراء الاحتلال الإسرائيلي، وأكّد الأسد ضرورة تحمل المجتمع الدولي، خصوصاً الاتحاد الأوروبي، مسؤولياته لرفع المعاناة الإنسانية عن الشعب الفلسطيني في غزة وفتح المعابر وإنهاء الحصار ووقف الاستيطان في الأراضي العربية المحتلة». ونقل الناطق عن ثاباتيرو «تاكيده أهمية الدور الإيجابي لسورية»، وعن تقدير مدريد دور دمشق «المهم في أمن المنطقة واستقرارها». وفي مؤتمر صحافي مع المعلم، قال وزير الخارجية الاسباني ميغيل انخيل موراتينوس إن محادثات ثاباتيرو تناولت «ثلاثة محاور» تتعلق بالعلاقات بين سورية وكل من اسبانيا والاتحاد الأوروبي وكيفية قيام دمشقومدريد ب «دفع» عملية السلام. وأوضح أن العلاقات بين سورية واسبانيا «تتمتع بانسجام في الرؤى ومشاطرة وجهات النظر، ونسعى إلى عكس الجو الإيجابي السياسي على علاقاتنا التجارية والاقتصادية، فتوافق الجانبان على دفع العلاقات الثنائية في المجالين الاقتصادي والتجاري وفي مجالات الطاقة والبنية التحتية وقطاع الزراعة الغذائية». وعن المحور الثاني، قال موراتينوس إنه تناول «كيف يمكننا جميعاً، السوريون والاسبان، القيام بدفع عملية السلام لتحقيق السلام. نحن نعتبر سورية فاعلاً حيوياً في الشرق الأوسط وتلتزم بالسلام»، مشيراً إلى اهتمام دمشق ب «تفعيل مفاوضات السلام مع إسرائيل وإحراز السلام في المنطقة». وتناول المحور الثالث العلاقات بين سورية والاتحاد الأوروبي، خصوصاً أن اسبانيا ستترأس الاتحاد في النصف الأول من العام المقبل. وأشار موراتينوس إلى أن دمشق تعتبر أن اسبانيا «أقرب البلدان إلى سورية في الاتحاد الأوروبي، وبالتالي تمثل محركاً للعلاقات السورية - الأوروبية ومحركاً للسلام» في المنطقة. وأوضح أن ثاباتيرو يشدد في جولته في المنطقة التي بدأت من دمشق وتشمل إسرائيل والأراضي الفلسطينية ومصر ولبنان، على ضرورة «اغتنام فرصة وجود الإدارة الاميركية ودعمها في جهود السلام»، وان بلاده مستعدة لذلك. وقال موراتينوس رداً على سؤال ل «الحياة» إنه بحث «تفصيلاً» في المسارين التفاوضيين السوري والفلسطيني خلال محادثات في دمشق من دون كشف تفاصيل إضافية. وأضاف أن مدريد رحبت بتوقيع حركة «فتح» اتفاق المصالحة الفلسطينية المقترح من الوسيط المصري و «ننتظر أن تقوم حماس بالمثل لأن ذلك يعزز الصف الفلسطيني والتفاهم، ويشكل دفعة جيدة لعملية السلام والمفاوضات». من جهته، قال المعلم إن دمشق تريد تحقيق المصالحة و «نسعى إلى تشجيع الأطراف على تحقيقها في أسرع وقت». وسألت «الحياة» المعلم عن موقف بلاده من قرار الاتحاد الأوروبي توقيع اتفاق الشراكة مع سورية في 26 الشهر الجاري، فقال إنه تلقى من نظيره السويدي كارل بيلت رسالة تبلغه بقرار أوروبا الأخير، لكن «كما تعلمون هذا الاتفاق جمد من قبل الاتحاد منذ العام 2004، والموافقة الاوروبية كانت مفاجئة لنا. ولا بد من أن تجري الحكومة السورية بعد مرور خمس سنوات دراسة على الاتفاق وكل التفاصيل المتعلقة به. إن انجزت الحكومة السورية ذلك سنوقع خلال رئاسة السويد (للاتحاد) أو اسبانيا. البلدان صديقان لنا. لا بد من أن نرى قبل التوقيع أننا نقف على أرض صلبة»، مشيراً إلى أن موراتينوس «وعد» بدفع العملية.