} السيد المحرر أرسلت تعقيباً على مقال الاستاذ أحمد شوقي الفنجري الذي نُشر على حلقتين، واحتل مساحة صفحة كاملة تقريباً، وكان تعقيبي عليه في قرابة الصفحتين، اذ رددت على مقاله مدعماً أقوالي بالأدلة ومراجعها، وكنت آمل ان ينشر ردي كاملاً، الا ان الرد طاله مقص الرقيب أو المسؤول عن الصفحة فظهر مشوهاً مبتوراً، في بضعة أسطر، فاحتسبت مصيبتي عند الله تعالى، وإذ بي افاجأ نشر "الحياة" مقالاً للأستاذ سمير غريب، يرد فيه على ما نشر من رسالتي، واحتل رده نصف صفحة كاملة، ولست أدري! هل هو الكيل بمكيالين، من كثرة ما تكتبون عن السياسة الأميركية، أم ان كتابتي لم ترتق - بعد - إلى مستوى الاستاذين الفنجري وغريب؟ حاولت جاهداً ان يكون ردي الأول علمياً موثقاً بالأدلة والمصادر، واختصرته خشية الاطالة والإملال، ولم أذكر فيه أقوال العلماء الذين ذهبوا الى الرأي الذي قلته - وهو تحريم صناعة واقتناء التماثيل للكائنات الحية - كالشيخ عبدالعزيز بن باز ومحمد بن عثيمين وناصرالدين الألباني، خوفاً من ان لا تنشروا أسماءهم كما حصل ذلك في مقال سابق لي نشرتموه، رددت فيه على أحد منظري الجماعة الاسلامية الجزائرية، علماً بأن التماثيل اجمع العلماء على تحريمها كما نقل ذلك الامام ابن العربي. اما الاستاذ غريب، فقد حشد مقاله بأقوال يستطيع أي شخص ان يرد عليه بأقوال مخالفة وحوادث أخرى عن الصحابة والتابعين في تحريمهم للتماثيل والتصاوير، لكن يكفي المسلم ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن صحابته الأبرار، لأن شرع الله تعالى ما نزل لجيل أو جيلين، انما نزل للبقاء ما دامت السموات والأرض، وكل ما حرمه النبي صلى الله عليه وسلم على أيامه، فإن التحريم لا يزال ساري المفعول الى قيام الساعة. هذا ما تيسر لي كتابته على عجالة، اذ ليس لي من غرض في ردي على الاستاذين الا ان أبين دين الله كما تلقيناه في القرآن والسنة، والله من وراء القصد.