عكس غياب قادة سياسيين من الشرق الأوسط او من دول اوروبا الشرقية عن الجلسة الافتتاحية للمنتدى الاقتصادي الدولي في دافوس سويسرا تحولاً في اهتمام العالم من الجهود من اجل احلال السلام الى ازمة الاسواق المالية الآسيوية وتأثيرها على اقتصاديات العالم خصوصاً في دول أوروبا والولاياتالمتحدة. راجع ص10 وافتتح رئيس وزراء تايلندا شوان ليكباي والمستشار الألماني هلموت كول جلسات المنتدى مساء الخميس في دافوس بخطابين وشدد الأول في كلمته على ضرورة وقوف المجتمع الاقتصادي الدولي الى جانب دول شرق آسيا وهي تعبر اشد ازماتها التي باتت تطرح تساؤلات في شأن صحة كونها "معجزة القرن الاقتصادية" بينما احتل مستقبل الاتحاد الأوروبي الجزء الاكبر من خطاب الثاني خصوصاً في انتظار دخول العملة الأوروبية الموحدة حيز التنفيذ بداية العام المقبل. ويشارك خبراء ورجال اعمال ومسؤولون سياسيون من الولاياتالمتحدة وأوروبا ودول شرق آسيا خلال الأيام المقبلة في مناقشة ما سيسفر عنه انهيار الاسواق المالية في كل من هونغ كونغ وكوريا الجنوبية وأندونيسيا وتايلند على صعيد اقتصاديات العالم ضمن نقاش اوسع حول تحديات القرن الواحد والعشرين. ومن المقرر ان تطرح هيلاري كلينتون رؤيتها لتحديات القرن المقبل وأولوياته خلال جلسات المنتدى التي ستتناول اضافة الى القضايا الاقتصادية مسائل تتعلق بمستقبل العلم والطب والثورات التي يشهدها هذان المجالان إن على صعيد الاستنساخ او الاختبارات الجينية وأثرها على مستقبل الحياة الانسانية أو على صعيد التقدم التكنولوجي في عالم الانترنت والمخاطر التي سيواجهها العالم مع بداية العام 2000. وحاول رئيس الوزراء التايلندي طمأنة الحاضرين الى ان شرق آسيا بسكانه الذي يبلغ عددهم حوالى بليوني نسمة يشكلون ثروة انسانية الى جانب الثروات الطبيعية وانه قادر على الخروج من ازمته الحالية دون ان يتجاهل الاعتراف بأن ما حصل خلال الاشهر والأسابيع الاخيرة سببه السياسات الإقراضية الخاطئة وديون سيئة اضافة الى سوء ادارة ولكن مع التشديد على ان دول المنطقة ستنفذ السياسات الاصلاحية التي نصت عليها اتفاقاتها مع صندوق النقد الدولي والبنك الدولي. في مقابل ذلك، تمنى على الدول الغربية الا تنتهج سياسة محافظة ازاء ما يجري في شرق آسيا وان تعير اهتمامها الى مساندة العملة الصينية كي تتمكن من دعم العملات الآسيوية الاخرى والى تحريك اقتصاد اليابان كي يتمكن من توفير آلية لعودة اقتصادات المنطقة ككل الى عافيتها. واستغل المستشار الألماني المناسبة لتكرار موقفه الداعم بشدة للعملة الأوروبية الموحدة التي اعتبرها خطوة تتبع بشكل طبيعي نهاية الحرب الباردة وضم دول جديدة الى الاتحاد الأوروبي "مع احتفاظ كل منها بهويتها الشخصية" وضم بعض دول أوروبا الشرقية الى حلف ناتو. ومع تبادل الرسائل الاعلامية بين واشنطنوطهران على اثر سياسة ايران الانفتاحية على العالم منذ الانتخابات الاخيرة ودعوة كل طرف الى تعاون وتبادل مع الطرف الآخر، وفر المنتدى الاقتصادي منبراً لمسؤولين ايرانيين بينهم وزير الخارجية كمال خرازي ونائبة الرئيس الايراني لشؤون البيئة معصومة ابتكار لعرض وجهات نظر القيادة الجديدة في طهران في ما يتعلق بأولوياتها السياسية والاقتصادية واثر ذلك على ميزان القوى في منطقة الخليج والشرق الأوسط.