اعلن الاتحاد الاردني لكرة القدم بصورة مفاجئة عن اقامة قسم من بطولاته للعام 99 في وقت مبكر بحيث يبدأ الموسم مع بداية نيسان ابريل 1999. جاء الاعلان بعد ان بدأت أسرة الكرة الاردنية تشعر بفراغ احدثه قرار اتحاد الكرة قبل اسابيع عدة بالغاء بطولة الدوري لاندية الدرجة الممتازة للعام 98 قبل خمس مراحل فقط من نهايتها. ورغم هذه البداية المبكرة فإن المسابقات التي سيقيمها اتحاد الكرة ستكون قصيرة، فهو اعلن عن اقامة بطولة كأس النخبة لأول مرة بنظام خروج المغلوب، ثم بطولة الدرع بنظام خروج المغلوب، وبطولة الكأس بنفس النظام، ما يعني ان فرقاً كثيرة ستخوض ثلاث مباريات فقط في البطولات الثلاثة! وكأس النخبة مشروع قديم جديد كان اتحاد الكرة الاردني اقر اقامته العام الماضي، لكن الاندية رفضت الفكرة حتى مع المبلغ المالي الذي ستقدمه الشركة الراعية والذي يبلغ نحو 70 الف دولار. وجاء الرفض لأن الشركة تحمل العلامة التجارية للسجائر التي تكافح الاندية لابعاد الناشئة عنها. وكان في مقدمة الاندية التي رفضت الفكرة آنذاك فريق نادي الوحدات محتكر بطولة الدوري على امتداد السنوات الاربع الماضية. ولأن الاتحاد وجد آذاناً صاغية ورغبة لدى بعض الاندية فانه لم يلزم اندية الدرجة الممتازة بالمشاركة في هذه البطولة واعتبرها اختيارية وفقاً لما اعلنه ل "الحياة" الدكتور بسام هارون رئيس اللجنة الفنية في تحاد الكرة. اما بطولة الدرع فقد قرر الاتحاد اقامتها هذا العام بنظام خروج المغلوب من مرة واحدة بدلاً من مرتين على نحو ما فعله في الموسم الماضي من دون لاعبي المنتخب، ما مكن فريقاً مغموراً هو كفرسوم يظفر باللقب لأول مرة في تاريخه. ولعل مسارعة اتحاد الكرة بانجاز البطولات الثلاث خشية ان تتعرض برامج اعداد المنتخب الأردني للتعثر خاصة انه سيشارك في الدورة الرياضية العربية التاسعة وهو يحمل ذهبية الدورة الثامنة التي أقيمت في لبنان صيف 97. وقبل قرار إلغاء بطولة الدوري لعام 98 كان اتحاد الكرة الأردني أعلن مبدئياً ان بطولات موسم 1999 ستقام عقب انتهاء الدورة الرياضية العربية التاسعة التي يستضيفها الأردن من 15 الى 31 آب اغسطس 1999. وبالتأكيد، فإن بطولة الدوري الممتاز لعام 1999 ستقام عقب الدورة، بل ان اتحاد الكرة حدد موعد بدئها يوم 15 ايلول سبتمبر وتبعتها مباراة كأس الكؤوس وهي ستجمع الفيصلي بطل كأس الأردن لعام 98 والوحدات بطل الدوري لعام 97 على اعتبار ان الاتحاد قرر إلغاء بطولة الدوري لعام 98 واعتبرها كأنها لم تقم! وخشية من مواجهات محتملة، قرر اتحاد الكرة دعوة ممثلي الأندية المصنفة ممتازة الى حضور جلسة عمل مشتركة لبحث تفاصيل الموسم الجديد 99 واجراء قرعة المباريات في كافة البطولات، لكن القضية الكبرى التي قد تجد جدلاً واسعاً تتمثل بطريقة توزيع الدخل المالي لكافة البطولات وهي القضية التي تتجدد مع مطلع كل موسم ويتأخر علاجها وساهمت الموسم الماضي بتعطيل مسابقة الدوري وتوقفت مبارياتها لأكثر من أربعة اسابيع قبل ان يتدخل رئيس الاتحاد الأمير عبدالله النجل الأكبر لعاهل الأردن الملك الحسين، الذي وجد في تنازل الاتحاد عن جزء من حصته لمصلحة الاندية قراراً حكيماً استقبلته الاندية بترحيب حار. وربما يثير الفيصلي مسألة تمثيل الأردن في بطولة الاندية العربية ابطال الدوري خاصة انه كان يتصدر فرق الدوري لعام 98 والمرشح الأوفر حظاً للظفر باللقب قبل ان يصدر الاتحاد قرار الإلغاء... ويرى الفيصلي انه صاحب الحق الأول في المشاركة رغم انه أعلن مشاركته رسمياً في بطولة الاندية العربية ابطال الكؤوس بصفته حاملاً للقب عام 1998. في كل حال، فإن اتحاد الكرة يسعى لايجاد توازن في تعملياته وانظمته لتجنب المزيد من الصراع على سلطة الكرة في الأردن خاصة في ظل النفوذ الكبير الذي يحظى به قطبا الكرة الفيصلي والوحدات اللذان تتضارب مقترحاتهما وافكارهما ما جعل اتحاد الكرة يتخذ أصعب قرار في تاريخه وهو إلغاء بطولة الدوري.