تعيش كرة القدم الأردنية مرحلة فراغ وعزلة لم تعرف لها مثيلاً منذ سنوات طويلة، وجمد نشاط الأندية الرئيسة التي سرحت فرقها لعدم قدرتها على الانفاق المالي ولابتعاد موعد العودة من جديد الى النشاط المحلي. ذلك ان بطولة الدوري لعام 1999 لن تقام الا بعد أن يستضيف الأردن الدورة الرياضية العربية التاسعة من 15 إلى 31 آب اغسطس. ولعل القرار الصعب والأول من نوعه الذي اتخذه الاتحاد الأردني لكرة القدم قبل أكثر من اسبوعين وقضى بالغاء الدوري لعام 98 رغم بقاء خمس مراحل فقط على نهايته كان السبب المباشر في حال الفراغ. وقرار الاتحاد ليس في تاريخ الاتحاد فحسب بل الأول في تاريخ بطولة الدوري التي انطلقت لأول مرة عام 1944 ولم تتوقف على امتداد أكثر من نصف قرن إلا لظروف قاهرة أبرزها سنوات الحروب العربية مع اسرائيل. وجاء القرار على خلفية المباراة التي جمعت بين الفيصلي متصدر الدوري مع القادسية والتي لم تكتمل، فقرر الاتحاد اعادتها من جديد. وأثار القرار حفيظة نادي الوحدات حامل اللقب الذي كان يتأخر عن الفيصلي بنقطتين فقط. بل ان الوحدات لوح بالانسحاب من البطولة لو نفذ الاتحاد قرار اعادة المباراة وطالب باعتبار الفيصلي خاسراً لعدم اكمال الدقائق الثماني الأخيرة من مباراته مع القادسية. ويبدو ان الاتحاد كان يشتم رائحة العواقب خصوصاً ان لقاء القطبين الفيصلي والوحدات كان مقرراً في المرحلة التالية مباشرة، فوجد في الالغاء وسيلة للهروب من الأزمة، ما جعل الجميع يدرك حجم القوة الضاغطة التي يمارسها قطبا الكرة الأردنية اللذان اثبتا عملياً أنهما أقوى من الاتحاد ذاته! قرار الالغاء خلف فراغاً مذهلاً بدأت تظهر عواقبه بعد اسبوعين من تنفيذه، فقد سرّحت اندية الدرجة الممتازة لاعبيها وجمدت نشاطها باستثناء فريق الوحدات الذي سيفعل ذلك عقب مشاركته في بطولة الأندية العربية الرابعة عشرة المقامة حالياً في مدينة جدة، وفريق الفيصلي الذي قام فريقه بجولة على المدن الأردنية وقابل منتخباتها في مباريات احتفالية بعيد ميلاد العاهل الأردني الملك الحسين. وسيقوم الفيصلي بزيارة حبية الى المدن الفلسطينية يوم الرابع من الشهر المقبل ويعود يوم 16 من الشهر ذاته وبعدها سيعمل على تسريح فريقه. باستثناء ذلك فإن نشاطات الأندية تبدو معدومة نهائياً، وهي تعاني من عجز مالي لمحدودية توفير الدعم المالي لها. والغاء الدوري جعل الأندية تتعرض لخسارة مالية قدرت بنحو ربع مليون دولار. والخسارة المالية لم تكن على الأندية العشرة التي تلعب في الدرجة الممتازة فحسب، بل على الاتحاد الذي وجد نفسه مهدداً بدفع تعويض مقداره نحو 400 ألف دولار للشركة التي حصلت على حقوق تسويق بطولة الدوري. ذلك ان العقد المبرم بين الاتحاد والشركة يشير علانية الى مبلغ التعويض في حال الغاء بطولة الدوري. ولا يزال الاتحاد يفاوض الشركة للوصول الى صيغة اتفاق مشتركة. ويعاني صندوق اتحاد الكرة ايضاً من العجز، بل ان الاتحاد لم يسدد التزاماته نحو الحكام منذ عدة أشهر، وتصل ديونه الى نحو 100 ألف دولار لا يتوفر منها ولو حتى دولار واحد! اغلاق الملاعب ولعل من الأسباب التي ساعدت الاتحاد الأردني لكرة القدم على اتخاذ قرار الغاء بطولة الدوري، اعلان الجهات الرسمية عن اغلاق الملاعب الرئيسية وفي مقدمها ستاد العاصمة عمان وستاد مدينة الحسن بمدينة اربد وهما الملعبان الرئيسيان اللذان تقام عليهما مباريات بطولة الدوري. أما سبب الاغلاق فيعود الى بدء اعادة زراعة أرضية الملعبين لاستقبال نشاطات الدورة الرياضية العربية وخاصة كرة القدم وألعاب القوى. لكن تم الاعلان الاسبوع الماضي عن افتتاح ستاد جديد شرق العاصمة الأردنية تتسع مدرجاته لنحو 20 ألف متفرج وهو جاهز لاستقبال النشاطات بعد أقل من خمسة أسابيع، الى جانب توفر ملاعب مزروعة بالعشب في العديد من المدن القريبة من العاصمة عمان ومدينة اربد على وجه التحديد حيث تقع غالبية الأندية في المدينتين الرئيسيتين في الأردن