لم تسجل النتائج الرسمية لانتخابات مجلس الشعب البرلمان السوري مفاجآت كبيرة اذ ان مرشحي احزاب "الجبهة الوطنية التقدمية" فازوا بالمقاعد ال 167 المخصصة لهم من اجمالي عدد اعضاء البرلمان البالغ 250. لكنها حملت عدداً من المؤشرات المهمة كان ابرزها وصول 174 نائباً جديداً وانتخاب 129 دون سن الخمسين 13 منهم دون الپ35، اضافة الى ارتفاع نسبة الاقتراع الى 5،77 في المئة في مقابل 61 في المئة في انتخابات 1994 للدور التشريعي السادس. ومن النتائج اللافتة تقدم النائب السابق الدكتور جميل الاسد، شقيق الرئيس حافظ الاسد، قائمة الفائزين في دائرة اللاذقية، وفوز الداعية الاسلامي مروان شيخو، وخسارة القيادي السابق في "الاخوان المسلمين" الدكتور غسان ابا زيد في دائرة درعا جنوب البلاد، و"الاسلامي" الشيخ احمد الحسون، والفنان صباح فخري في دائرة حلب شمال البلاد. فيما فاز الفنان ايمن زيدان الذي رشح عن "الجبهة الوطنية" في ريف دمشق، ورئيس اتحاد الصحافيين الدكتور صابر فلحوط عن دائرة السويداء جنوب البلاد وأعيد انتخاب "شيخ البرلمان" دياب الماشي عن دائرة حلب. واذا كان ارتفاع عدد النائبات من 24 الى 26 من اصل 851 مرشحة نسبتهن في البرلمان 4،10 في المئة يعكس "توجهاً رسمياً الى زيادة دور المرأة في المجتمع"، فان حجز رجال الاعمال تسعة مقاعد من 13 مخصصة للمستقلين في دائرة دمشق ذات الپ29 مقعداً، وفوزهم بمعظم مقاعد المستقلين في دائرة حلب، لا يخرج عن رغبة المجتمع في الانفتاح الاقتصادي. لكن وزير الداخلية السوري الدكتور محمد حربة قال لپ"الحياة" ان ارتفاع عدد النواب من رجال الاعمال يعود الى "وجود فعاليات تجارية ولان النشاط الاقتصادي متمركز فيهما". وسئل عن التفسير السياسي لانخفاض عدد اعضاء القيادة القطرية في البرلمان من اربعة الى اثنين هما رئيس المجلس السابق السيد عبدالقادر قدورة والسيد احمد قبلان، فأجاب: "ان عددهم كان اقل من اربعة في الادوار التشريعية السابقة. وانخفاض العدد لا يعني شيئاً ولا يقرأ فيه شيء ابداً". وزاد ان النتائج "تعكس اوسع تمثيل للشعب" و"رغبة في تحديث القوانين والاشراف على تنفيذها"، وانها "اثبتت ان ماحققناه على صعيد تطبيق التعددية السياسية والاقتصادية هو انجاز مهم ومتقدم لأن هذه التعددية تعبر افضل تعبير عن وحدتنا الوطنية ورسوخ النهج الديمقراطي في بلدنا". ولاحظ وزير الداخلية عدم سقوط اي من ممثلي "الجبهة الوطنية" في الدوائر الانتخابة الپ15، ذلك انهم حصلوا على 167 مقعداً مخصصة لهم في مقابل 83 مقعداً للمستقلين. وأعيد انتخاب رئيس غرفة تجارة حلب السيد محمد صالح الملاح. وفي دمشق كان التوجه الاقتصادي اكبر اذ اعيد انتخاب كل من الطيار المدني نبيل سليم داوود ومرشح الحزب القومي السوري الاجتماعي الدكتور باصيل دحدوح والاسلامي مروان شيخو عن الفئة الاولى.