أظهرت النتائج الأولية لانتخابات مجلس الشعب البرلمان السوري فوز مرشحي الاحزاب السياسية المنضوية تحت لواء "الجبهة الوطنية التقدمية" بال 167 مقعداً المخصصة لهذه الاحزاب متقدمين بفارق كبير على المرشحين المستقلين. ولوحظ دخول عدد كبير من المرشحين الشباب الى مجلس الشعب الذي يضم 250 مقعداً ويستمر اربع سنوات. وتسلمت وزارة الداخلية صباح امس النتائج الأولية للانتخابات لثماني محافظات من أصل المحافظات السورية ال 15. ولم تعلن وزارة الداخلية عن أي خروقات، بانتظار وصول النتائج النهائية من جميع المحافظات كي يعلن وزير الداخلية الدكتور محمد حربة النتائج. وتأخرت نتائج محافظة دمشق التي تضم اكبر عدد من المقترعين، وتعتبر مؤشراً لتوجهات البرلمان في السنوات الاربع المقبلة. وفيما يتوقع فوز مرشحي "الجبهة الوطنية" بالمقاعد المخصصة لهم، ينتظر حصول بعض المفاجآت في مقاعد المستقلين ال 13 التي اعتاد ان يحجزها رجال الاعمال في السنوات السابقة. الى ذلك، قالت مصادر مطلعة ل "الحياة" ان مرشحي "الجبهة الوطنية" نالوا 14 مقعداً من اصل 18 مقعداً مخصصة لدائرة ادلب شمال البلاد، وان الفارق كان كبيراً بين الاصوات التي نالها الحزبيون وتلك التي نالها المستقلون اذ تقدم السيد علي حسن حمدون لائحة الفائزين بأكثر من 365 ألف صوت فيما لم يتجاوز عدد اصوات الفائز الاول من المستقلين 005.83 صوت. وجاء السيد عبدالإله محمود الاحمد في ذيل المرشحين المستقلين البالغ عددهم 34 مرشحاً، اذ لم ينل سوى 11 صوتاً علماً ان عدد المقترعين في الدائرة يتجاوز 600 الف شخص. وكان لافتاً ان المستقلين الاربعة الشباب الفائزين يحملون اجازات جامعية، مما أعطى مؤشراً الى دخول "دماء جديدة" الى البرلمان بعدما كان واضحاً اعادة انتخابات معظم المرشحين في الدورين الخامس 1990-1994 والسادس الذي انتهى في ايلول سبتمبر الماضي. يذكر ان ادلب باعتبارها محافظة زراعية خصص لها على الاساس الاقتصادي - التعليمي 12 مقعداً ل "العمال والفلاحين" وستة من "باقي فئات الشعب". وخصص لها على الاساس السياسي 14 ممثلاً من احزاب "الجبهة" واربعة ممثلين من المستقلين. في المقابل خصص لدمشق اكبر الدوائر الانتخابية 29 مقعداً منها 19 من "باقي فئات الشعب" وعشرة من "العمال والفلاحين". وتُمثل سياسياً ب 16 حزبياً و13 مستقلاً. وكان الرئيس حافظ الاسد اصدر مرسوماً حدد 127 مقعداً ل"العمال والفلاحين" و123 مقعداً ل "باقي فئات الشعب". كما ان الحزبيين يمثلون ب 167 مقعداً منها 135 لحزب "البعث" الحاكم والمستقلين ب 83 مقعداً. وفي لندن تلقت "الحياة" بياناً من "اللجنة العليا للتحالف الديموقراطي الكردي في سورية" يعلن ان "التحالف" قاطع انتخابات مجلس الشعب السوري لأن "فروع حزب البعث في المناطق الكردية ثبتت قائمة من المرشحين ووجهت اعضاء الحزب وشبيبته للتصويت لهم، كقائمة متممة لقائمة الجبهة لتصبح قائمة مغلقة وبذلك تكون قد ألغت كل مبررات التصويت".