أولا، على الصعيد الشخصي: كتبت فكتبت فكتبت. ترجمت قصيدة لعمر بن الفارض وعلّقت عليها رابطا إياها بتيار الخمرة في الشعر الصوفي وفي الشعر العالمي. وقد صدر الكتاب قبل شهرين عن دار "فاتا مرغانا" الشهيرة بانفتاحها على الروحانيات. كما أني ترجمت "النبي" مرة جديدة، لأن جبران بسيط ظاهراً وليس هناك أصعب من نقل البساطة الى لغة أخرى. وقد صدر الكتاب في حلة فخمة عن دار "لارونيسانس دي ليفر" وهو مزيّن برسوم لجبران. وأصدرت أيضاً ديوان شعر هو "حمّى الأيقونة وشفاؤها" وقدّم له ايف بونفوا وقد نشرته منظمة ال"يونيسكو" و"منشورات المطبعة الوطنية" في فرنسا وأكون بدخولي منشورات هذه الدار، التي لا تنشر إلاّ كتّاباً وشعراء مرّت عليهم عقود، أول شاعر عربي يتناغم مع الأموات. على الصعيد العالمي: فقدت صديقاً عزيزاً على قلبي هو النحّات سيزار الذي غاب عنّا قبل فترة وكان يحبّ لبنان وكنت دعوته اليه قبل ربع قرن. وبالمقابل فرحت للغاية للنجاح الكبير الذي حظي به معرض صديق آخر هو بيار اليشنسكي في متحف "الجو دو بوم" في باريس واعتبر هذا الفنان من أكبر فنّاني العصر. ممّا لفت نظري أيضاً هو، على الصعيد العربي، الاهتمام الجديد بالرواية التي من شأنها ان تحلّ يوما محل الشعر في قراءاتنا العربية كما هو الوضع في الغرب ولو صحّت ملاحظتي لأدّى ذلك الى تحوّل كامل لعلاقة الإنسان العربي مع تاريخه وتقاليده ونظرته للأمور وأعماق شخصيته. على الصعيد اللبناني: اعتقد ان أهم ما جرى في السنة المنصرمة هو إنجاز المعرض اللبناني في "معهد العالم العربي" في باريس، وهو معرض بديع ومعبّر. ولكنه، مع الأسف، لا يعبّر إلا عن ماضي لبنان. ولبنان بأمّس الحاجة الى مستقبل. * شاعر وكاتب لبناني باللغة الفرنسية مقيم في باريس.