تحولت حفلة افطار رمضاني أقامها مؤسسو حزب "الوسط" المصري مساء أول من أمس الى تظاهرة للهجوم على الولاياتالمتحدة والانظمة العربية. والقى سياسيون ينتمون الى تيارات مختلفة كلمات عقب الافطار تضمنت انتقادات حادة للحكومات العربية ووقع الحضور الذين بلغ عددهم اكثر من 300 شخص على وثيقة وجهت الى مجلس الشعب المصري البرلمان للمطالبة بالضغط على الحكومة المصرية لكسر الحصار المفروض على العراق. ووجه المتحدثون انتقادات الى الحكومة المصرية واستغربوا العقبات التي توضع امام حزب "الوسط المصري" ورفض منحه ترخصياً لمزاولة نشاط سياسي على رغم تحقيق الحزب وهو تحت التأسيس نجاحا في الاوساط السياسية والشعبية المصرية. وتحدث في الحفلة التي أقيمت في أحد فنادق القاهرة الدكتور محمد سليم العوا وأعرب عن أسفه لكون المواقف الرسمية للدول العربية ردا على القصف الصاروخي الجوي الاميركي - البريطاني للعراق "لم ترق الى مستوى رد الفعل الشعبي". وحذر القطب اليساري حسين عبدالرازق من محاولات حلف شمال الأطلسي عقد اتفاقات مع دول عربية بينها مصر واعتبر ان "سبب البلاء في الدول العربية هو غياب الديموقراطية" ووجه اشادة بحزب "الوسط المصري" واكد ان برنامج الحزب الذي رفضته لجنة شؤون الاحزاب "يمثل اضافة مهمة للعمل السياسي في مصر". وشن القطب الاسلامي حسن دوح في كلمته هجوماً شديداً على الولاياتالمتحدة ودعا الحكومات العربية الى مصالحة شعوبها ولفت الى وجود "عزلة تامة" بين القوى السياسية والشعوب من جهة والحكومات من جهة أخرى. وأشار إلى غياب أي ممثل حكومي عن حضور حفلة "الوسط" رغم توجيه الدعوات لهم واعتبر ان ذلك "يعكس الطريقة التي تتعامل بها الحكومات العربية مع القوى السياسية الفاعلة". وألقى الدكتر يحيى الجمل كلمة اعتبر فيها أن الوضع العربي الراهن "يفوق بمراحل كثيرة درجة المذلة والمهانة"، وقال: "ما يحدث حاليا شيء نستحقه لأننا لو لم نكن نستحقه لما كان. فحكامنا منقسمون تماما وفي حالة استرخاء شديد وردود الفعل نصرفها في كلام فقط". وشدد على ضرورة وجود "تنظيمات سياسية حقيقية في الوطن العربي تجبر الحكام على ان يستجيبوا لأصوات الشعوب". وتساءل "أي هوان بعد فشل العرب في الاتفاق على عقد اجتماع وزاري لبحث قضية الشعب العراقي؟". واضاف: "نحن نعيش اكثر عصور التخلف ولن نتخطى تلك المرحلة الا بالديموقراطية واحترام حقوق الانسان وتطوير البحث العلمي". وحضر الحفلة عدد من رموز الاقباط على رأسهم الانبا بسنتي اسقف حلوان ونائبه القمص اوغستين الذي اتهم الولاياتالمتحدة بالضلوع في عمليات العنف التي نفذها اصوليون داخل مصر. وقال "ان اميركا هي الممول الرئيسي للارهاب في مصر وهي تأتي الان وتتحدث عن تعرض الاقباط لاضطهاد في حين ان تقرير الكونغرس حول اوضاع الاقليات ينتقد عدم السماح للجماعات الاسلامية بالحديث في المساجد". ولفت الى ان غالبية الحوادث التي تعرض لها الاقباط داخل مصر وقعت قبل ايام قليلة من زيارات الرئيس حسني مبارك لاميركا واعتبر ان ذلك "يهدف الى إضعاف موقف مصر في المحافل الدولية". ووصف القطب الناصري حمدين صباحي الحكام العرب بأنهم "صم بكم لا يعملون ولا يحكمون" وقال في كلمته "إنهم الحكام لا يريدون سماع صوتنا ولا يحتاجون صراخنا أو بيانات المثقفين منا. فالدولة الوحيدة التي اخذت قرارا عربيا اثناء ضرب العراق هي روسيا" واعتبر ان الشعوب العربية "لم تكن موحدة ضد اميركا كما هي موحدة الآن على رغم ان الشعوب محرومة من أدوات التعبير".