قال أحد المتخصصين في تنظيم الرحلات السياحية الدينية إلى الأراضي الفلسطينية إن هناك وجهتين دوليتين في أوروبا ستنافسان فلسطين عام 2000، في الاحتفالات التي تنظم بمناسبة انتهاء الالفية الثانية وبدء الألفية الثالثة. وذكر عيسى طحان مالك ومدير مؤسسة "سبشيل بلغريمجز" البريطانية التي تعمل منذ 16 سنة في خدمات الحج الخاصة إلى الأماكن الدينية المسيحية إن فلسطين تبقى، على رغم ذلك، الوجهة الدينية الرئيسية الأبرز التي يقبل عليها السياح البريطانيون. وتنظم الشركة رحلات لآلاف السياح الدينيين سنوياً تراوح كلفة الواحدة منها بين 450 جنيهاً استرلينياً و1500 جنيه 750 و2600 دولار ومدة كل منها بين أسبوع أو أسبوعين أو أكثر حسب رغبة السائح. كما تعد برامج زيارة تشمل روما والبرتغال وفلسطين وألمانيا وغيرها من الأماكن والمدن والبلدان التي فيها مواقع دينية مسيحية لافتة. وقال السيد طحان إن ثمن الرحلة الذي يدفعه السائح يذهب لتغطية كلفة السفر بالطائرة والتأشيرات وبطاقات الدخول إلى الأماكن الدينية، مع وجبات الفطور والعشاء والنقل والاقامة في الفندق. وأضاف: "فلسطين تستحوذ على أكثر من 70 في المئة من مجموع رحلاتنا المنظمة من بريطانيا. والمسار التقليدي الذي يهتم به السياح هو محاولة اتباع خطى السيد المسيح. نبدأ من طبريه إلى كفرنحون ثم التابغة وبعدها جبل التطويبات، ثم كفركنّا ثم الناصرة ثم أريحا فالقدس الشريف فجبل الزيتون وبيت لحم والعيزرية. وتستغرق الرحلة ثمانية أيام وسبع ليالٍ على الأقل. والفئات العمرية تتنوع من دون تحديد. ونحن ننظم رحلات لطلاب المدارس أيضاً وأبرشيات الكنائس من مختلف الطوائف المسيحية". وأشار إلى أهمية تنشيط السياحة الدينية في المناطق الفلسطينية، وما تتركه من أثر اقتصادي إيجابي على مختلف القطاعات الانتاجية والخدمات وتوليدها فرص عمل إضافية. وزاد: "نقسم الرحلة إلى ليلتين في طبريا والناصرة في الشمال، وخمس ليالٍ في القدس أو بيت لحم. وباستثناء طبريا فإننا نحرص على استخدام خدمات الفلسطينين لدى حاجتنا لتنظيم رحلاتنا إلى الحجز في الفنادق واستئجار الباصات والسائقين والأدلاء السياحيين. وفي الناصرة هناك فلسطينيون نستخدمهم إلا أنه ليست هناك سعة فندقية كافية". وتحدث عن الاستعدادات الجارية للاحتفال بالألفية الثانية وبدء الألفية الثالثة فقال: لدينا برنامج "بيت لحم 2000" وهناك هيئة "بيت لحم 2000" التي يترأسها الوزير الدكتور نبيل قسيس. والمشاركة التي نقوم بها وتقوم بها وكالات السفر وتنظيم الرحلات تتجلى من خلال زيادة أعداد وفود السياح الذين سنأتي بهم. وأشار إلى أنه تم البدء في تلقي طلبات لعام 2000 والاحتفالات بالألفية الثانية، "إلا أنه ليس هناك ازدحام حتى الآن". وتحدث عن منافسة تشكلها وجهات دولية أخرى تشكل مقاصد دينية بحد ذاتها، ويمكنها أن تحول السياح الدينيين المسيحيين عن زيارة الأماكن الفلسطينية. وذكر منها، على وجه الخصوص، روما التي أعلنت سنة 2000 سنة مقدسة، وهذا أمر يتم الاحتفال به مرة كل 25 سنة. وهناك أيضا قرية مشهورة في المانيا اسمها "أوبراماغاو" دأب سكانها منذ أكثر من 400 سنة على تنظيم احتفال ديني كبير كل عشر سنوات يمثلون فيه عذاب المسيح وصعوده درب الجلجلة. وأكد أن "هاتين الوجهتين هما الطرف الأقدر على منافسة السياحة الدينية التي ستحظى بها فلسطين عالم 2000".