ٍقدّم الرسام الفرنسي الفرنسي جان لوي شاردونيه بعضاً من أعماله في معرض أقامه في مبنى السفارة الفرنسية وعنوانه "روح الأشكال" وفي تقديمه لتلك الأعمال الفنية كتب شاردونيه يقول في كراس خاص: "كلنا نتأثر بالأشكال وإن كنا غير قادرين أن نقول لماذا؟ وكيف نتفادى ذلك؟ وثمة علاقة بين العين وبيننا، لكن هذه العلاقة تتجاوز كل الإرادة التي نملكها". لوحات شاردونيه جاءت بأشكال هندسية وألوان محددة لكل اللوحات الرمادي الترابي الأسود - الأحمر. ولذلك علاقة بدراسة الفنان فهو مهندس في الأصل. ومع أن الشكل الهندسي غاب عن الفن التشكيلي العالمي لفترة غير قصيرة. إلا أنه بدأ يعود بقوة في أعمال الفنانين التشكيليين الذين ينتمون الى المدرسة التجريدية خاصة، وجان لوي أحدهم. وفي رأيه أن تلك العودة للهندسة في التشكيل عودة طبيعية. تلك القطيعة بين الهندسة والتشكيل من وجهة نظر شاردونيه لم تكن مقصودة من الفنانين بل هي تجريب ثم عودة للأصل. انفصال موقت ثم اتصال. وأسلوب تحديد الألوان في العمل الفني قد يؤدي الى فكرة مشتركة لغتها اللون ويتضح ذلك في لوحات شاردونيه التي تنقل الوانها احساسا داخليا واحدا يتغير من لوحة الى اخرى ويتباين في الحجم وفي الموقع وفي الشكل داخل اطار اللوحة: الأرض تلك التي تتشكل في اللون الترابي والرمادي الذي يرمز الى السماء والحس والذي يكون أحمر قان في اللوحات، والأسود الذي يرمز إلى الغيب. كل تلك الالوان لا ينعزل بعضها عن بعضه في اللوحات المعروضة. باستثناء لوحتين غاب عنهما اللون الاحمر. ويُعلل ذلك شاردونيه بقوله: "ذلك هو الانفصام الذي يكون بلا حس". والعين لا تصل بسهولة الى الدقة الهندسية التي يستخدمها شاردونيه لأن الالوان تسطو على المقاييس الهندسية فيبدو من الصعب على المتلقي الوصول الى انطباع عن العمل الفني أو الى مفهوم له. فعين العقل المدعمة باللاشعور، هي التي تقيس وليس العين المجردة. ويبرز في عالم الرسام الفرنسي حال من التفاوت بين نزعة تجريدية تحيل الاشياء الى اشارات ورموز واخرى لونية تتموّج تموجاً غنائياً لتأسر بعض التأملات المتجلية عبر اشراقات الألوان والظلال. وجان شاردونيه الفنان الفرنسي يقيم في السعودية منذ أربع وعشرين عاماً ويعمل مهندساً في الآبار الإرتوازية. والمعرض هذا هو السادس بعد معارض في أميركا وفرنسا وجنيف. وبدا أثر البيئة الجديدة جلياً في أعماله.