انهى مؤتمر "سياحة العرب في القرن الحادي والعشرين" اعماله قبل ايام في القاهرة واكد في توصياته ضرورة ايجاد اتجاه موحد بين الدول العربية لاحتضان السياحة كمحرك للتنمية الشاملة. كما اوصى بالاهتمام بالسياحة العربية والسائح العربي واعتباره مواطناً من الدرجة الاولى في كل بلد عربي. وطالب اعضاء المؤتمر، الذي نظمته جريدة "الجمهورية" اليومية وشاركت فيه وفود 10 دول عربية في الفترة من 23 الى 26 تشرين الثاني نوفمبر الماضي، من الدول المشاركة وهي لبنان والمغرب والسعودية وتونس والكويت وسورية وفلسطين والجزائر والبحرين ومصر بحل مشاكل تأشيرات الدخول للسياح العرب من خلال اصدار تأشيرات مشتركة صالحة لدول عربية عدة، وسارية لمدة خمس سنوات. كما طالبوا بتخفيض رسوم هذه التأشيرات تمهيداً لإلغائها، كذلك تخفيض أسعار تذاكر الطيران وتطوير وسائل النقل البحري بين الدول العربية، والاهتمام بسياحة السيارات وأيد الحضور اقتراحاً بتنظيم برامج سياحية عربية مشتركة، والاهتمام بسياحة الحوافز والمؤتمرات، والتوسع في التسويق والترويج السياحي المشترك، والاستثمار السياحي العربي. كما تقرر الاسراع في انجاز شركة عربية مشتركة، وتشجيع القطاع الخاص السياحي العربي، والاهتمام بالآثار والحفاظ على التقاليد في الدول العربية. كما جاء في توصيات المؤتمر الاهتمام بسياحة الشباب، وتبادل الزيارات بين شباب الدول العربية، والاهتمام بسياحة المخيمات والسياحة العلاجية، وتبادل الرحلات بين شركات السياحة. واقترح المؤتمر تثبيت المناسبات السياحية العربية من خلال اعداد اجنده سياحية عربية، واقامة اسابيع سياحية بين الدول العربية، والدعوة لاقامة تكتلات سياحية لمواجهة التكتلات العالمية مع الاهتمام، بالابحاث والدراسات. وتضمنت التوصيات اصدار دليل سياحي عربي موحد باسماء الفنادق وشركات السياحة العربية، واعداد خريطة سياحية لمناطق السياحة. وقال وزير السياحة المصري الدكتور ممدوح البلتاجي ل"الحياة" ان هذا المؤتمر تتبعه مؤتمرات اخرى بهدف تنشيط السياحة العربية، إذ أن نسبتها لا تزيد على 10 في المئة من حجم السياحة الوافده الى الدول العربية. واضاف ان السياحة قاطرة التنمية في جميع دول العالم، حتى ان بيل كلينتون رئيس اكبر قوة اقتصادية في العالم الولاياتالمتحدة الاميركية طالب بضرورة الاهتمام بالسياحة في الولاياتالمتحدة الاميركية، لذا فمن الأجدر بالدول العربية ان تهتم بالسياحة البينية، وازالة الحدود المصطنعة التي تفصل بينها، وتنفيذ توصيات المؤتمر التي تطالب بتنشيط السياحة بين الدول العربية. ولفت الخبير السياحي وعضو غرفة شركات السياحة المصرية الدكتور نادر الببلاوي الى ضرورة ان يشعر السائح العربي بالأمان في أي بلد عربي يذهب اليه، بالاضافة الى ضرورة تخفيض الاسعار للسياح العرب لتشجيعهم على السياحة والقضاء على مشكلة التأشيرات بين الدول العربية. واضاف ان متوسط مدة الاقامة للسائح العربي في مصر كانت تتراوح بين عشر و12 ليلة عام 1992، لكنها انخفضت حاليا الى سبع ليال فقط بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة. وتحدث مدير عام شؤون البيئة في هيئة التنمية السياحية المهندس محمد علي احمد علي استيراتيجية التنمية السياحية في مصر الى عام 2017، فقال انها تهدف الى الوصول بعدد السياح القادمين الى مصر الى 27 مليون سائح. والليالي السياحية الى 130 مليون ليلة 5.26 مليون ليلة في 1997. والطاقة الفندقية الى 380 الف 78 ألف غرفة في 1997. واضاف ان المشاريع السياحية الجديدة ستوفر 650 الف فرصة عمل مع انشاء مدن جديدة. وقال ان المشاريع التي اقامتها مصر على خليج العقبة والبحر الاحمر، سحبت البساط من تحت اقدام دول كثيرة كانت تهدف الى منافسة مصر في المجال السياحي. وطالب رئيس مجلس ادارة شركة "مصر للطيران" محمد فهيم ريان شركات الطيران العربية بالعمل على دفع الحركة السياحية من مصر الى الدول العربية والعكس، وان يكون ثمن تذكرة الطيران في متناول الجميع. اما سفير سورية لدي مصر السيد عيسى درويش فقال انه لا بد من فتح الحدود العربية امام المواطنين العرب لتشجيع حركة السياحة، لا سيما وانها تمثل الضلع الرابع في المربع الذي يتحكم في العالم حاليا بعد الغذاء والطاقة والمعلومات. واكد الصحافي هادي زهاج من تونس ان تنشيط السياحة بين الدول العربية سيؤدي الى زيادة الدخل الناتج عنها في كل هذه الدول. وطالب الصحافي السعودي احمد الشريدي بضرورة تذليل العقبات التي تعوق العمل السياحي في الدول العربية. وايده الصحافي المغربي مصطفى العلوي قائلا ان ازالة هذه المعوقات السياحية ستفتح المجال امام الوصول الى وحدة عربية في كل المجالات لتحقيق الحلم العربي من المحيط الى الخليج.