انتعش مجال التعليم في المحافظات الصحراوية جنوب المغرب حيث يجري الإعداد لاستفتاء تقرير المصير، تتنفيذاً لخطة الحكومة المغربية الحالية برئاسة عبدالرحمن اليوسفي للنهوض بالمجال التربوي في هذه المناطق، واللافت في الخطة أنها تولي اهتماماً أكبر للجانب الاجتماعي لقضايا التعليم المرتبطة خصوصاً بتأمين السكن والطعام لافواج الطلاب. وتشير المعطيات إلى ارتفاع نسبة التعليم في المحافظات الصحراوية خلال السنوات الأخيرة الماضية. ووفقاً لاحصاءات وزارة التربية المغربية، فإن عدد المؤسسات التعليمية انتقل من 31 مؤسسة عام 1976 غداة المسيرة التي شارك فيها أكثر من 350 ألف مغربي في اتجاه الصحراء الغربية في أعقاب انسحاب اسبانيا منها إلى 195 مؤسسة عام 1988، ووازى تزايد عدد المؤسسات التعليمية ارتفاع اعداد الطلاب، إذ انتقل من 813 عام 1976 إلى 11 ألف طالب العام الحالي. ووعياً منها بضرورة تأمين الجانب الاجتماعي لتمكين الطلاب من تحقيق نتائج ايجابية في مسيرتهم التربوية، اهتمت الخطة الحكومية برعاية المشاكل الاجتماعية المرافقة لتعليم الطلاب، وعممت المطاعم المدرسية داخل المؤسسات التعليمية، وانتقل عدد المستفيدين من تلك المطاعم جنوب البلاد من 201 طالب خلال الموسم الدراسي 1976/1977 إلى 9800 مستفيد في الموسم الدراسي الحالي. وبالموازة تؤمن الخطة السكن للطلاب، وانشأت عدداً من المؤسسات الداخلية في تلك المناطق، كذلك وفرت الحكومة منحاً للتلاميذ المنتقلين إلى السلك الاعدادي والثانوي، إلا أن اعداد المستفيدين من المنح المدرسية سجل خلال السنوات الأخيرة بعض الانخفاض نتيجة للجهود المبذولة للرفع من عدد المؤسسات الاعدادية والثانوية في جميع مدن ومناطق الصحراء الغربية، في مقابل عشر مؤسسات تربوية عام 1976 تضم مدينة العيون حالياً 51 مؤسسة تعليمية يدرس فيها 39773 طالباً داخل 777 حجرة تحت اشراف حوالى 1545 استاذاً، من بينهم 285 في السلك الأول الأساسي، وحوالى 577 استاذاً في السلك الثاني و285 في التعليم الثانوي، ولتأمين حضور قوي للمؤطرين وعدم تسجيل نقص في اعداد الأساتذة، عمدت الحكومة المغربية منذ عام 1979 إلى إرساء أسس تكوين الاطر التربوية والتعليمية في المكان نفسه، وانشأت لهذا الغرض مدرسة لاعداد الاساتذة في مدينة العيون، وتخرج منها منذ انشائها 186 استاذاً واستاذة. ويضم برنامج الحكومة انشاء مدرسة جديدة في مدينة السمارة تضم مرافق صحية وملاعب رياضية ومستودعاً للملابس، وتنضاف هذه المؤسسة إلى 13 مؤسسة تعليمية في المدينة بعد ان لم تكن تضم عام 1976 سوى مدرسة واحدة. وبدوره عرف اقليم وادي الذهب قفزة نوعية في تعميم المدارس التربوية، ويضم حالياً 15 مؤسسة تعليمية تحتوي 200 حجرة تستقبل 2505 تلاميذ من بينهم 80 في المئة في السلك الأول الأساسي الذي تضاعف خمس مرات في ثماني عشرة سنة. أما اقليم بوجدور الذي يعيش تطوراً عمرانياً سريعاً فانتقل فيه عدد الطلاب من 220 في الموسم الدراسي 1976ز 1977 إلى 5033 في الموسم الدراسي الحالي، يسهر على تأطيرهم 108 معلمين في السلك الأول و28 استاذاً في السلك الثاني الأساسي والثانوية. ورصدت الحكومة ما يقارب 12 مليون درهم لبناء مؤسسات جديدة في اقليم أسا الزاك لتكون جاهزة للموسم الدراسي 1999/ 2000. وعرف اقليم كلميم بدوره تطوراً ملحوظاً في هذا المجال، حيث انتقل عدد مؤسسات السلك الأول من التعليم الأساسي من 48 عام 1994/ 1995 إلى 51 في الموسم الدراسي العالي، بينما انتقل عدد الطلاب خلال الفترة نفسها من 22 ألفاً و486 إلى 27 ألفاً و75 طالباً. كما انتقل عدد مؤسسات السلك الثاني من التعليم الأساسي خلال الفترة نفسها من 9 مؤسسات إلى 11، وانتقل عدد الطلاب من ستة آلاف و398 إلى ثمانية آلاف و559. أما مؤسسات التعليم الثانوي فانتقل عددها من ثلاث إلى ست وانتقل عدد الطلاب فيها من ألفين و593 إلى ثلاثة آلاف و424.