نشرت "الحياة" في 22 كانون الاول ديسمبر 1998 في هذه الزاوية رداً للمهندس الطاهر ابراهيم من مكةالمكرمة على ما كتبته عن نتائج الانتخابات البرلمانية السورية، تضمن محاولة لرؤية الاشياء في شكل مختلف. وجاء في رد المهندس ابراهيم "لم أر أي مؤشرات سياسية ذات مغزى كما زعم حميدي من ان نتائج البرلمانات في الادوارالسابقة، إذ طالما يحتفظ حزب "البعث" الحاكم باكثر نصف عدد المجلس ... كما ان احزاب الجبهة تحتفظ بأكثرية الثلثين"، وزاد: "ان القضية الاهم التي تغاضى عن اسبابها مراسلكم في دمشق واعتبرها شكلية، الا وهي غياب البرنامج الانتخابي للمرشحين الذين ترشحوا لملء المقاعد ال 83، لان معظم المرشحين من تجار وصناعيين". في الواقع ما كنت انوي الردّ لقناعتي ان حقه ان يرى الاشياء ب "نظارة مختلفة"، لكن كون تلك المرة الثانية التي ينشر المهندس ابراهيم رداً على ما كتبته عن الانتخابات والثالثة التي ينشر رداً على ما كتبته في "الحياة" خلال العام 1998، ولأن ردوده الثلاثة تضمنت نقاطاً غير دقيقة لا تتعدى كونها تأكيداً لما قلته، اوضح الآتي: 1- على عكس ما يدّعي المهندس ابراهيم، كتبت في نص المقال الذي اشار اليه: "صحيح ان النتائج لم تتضمن تغييرات في التمثيل السياسي، بل سجلت مؤشرات ذات مغزى في العملية السياسية وتعكس صورة المتغيرات الحاصلة والمتوقعة في السنوات المقبلة"، التي لم ارها في التمثيل الحزبي لأنني كتبت "طالما ان القيادة اختارت 167 مرشحاً، انحصرت المنافسة عى ال 83 مقعداً"، بل اراها في قدوم "جيل جديد" من النواب و"دماء جديدة" الى البرلمان تمثلت في فوز 174 نائباً جديداً 129 منهم تحت سن الخمسين و137 منهم يحملون شهادات جامعية وما فوق، حسب الاحصاءات الرسمية. 2- لم اقل أبداً ان "قضية غياب البرنامج الانتخابي شكلية"، بل ان كلام المهندس ابراهيم هو تأكيد لما كتبته في اربعة تحقيقات "فيتشر" وعدداً من القطع الاخبارية. نشرت الاولى في الصفحة الاولى في 22 تشرين الثاني نوفمبر بعنوان "تجار دمشق يخوضون معركة الانتخابات ارضاً وجواً" و"لافتاتهم الدعائية تمتد 180 كيلومتراً لوّنها الخطاطون ب 4،2 طن من الدهان". ونشرت القطعة الثانية 29 من الشهر نفسه بعنوان "المرشحون يخاطبون الاذن والعين والمعدة...والعقل عدوهم". والمقصود من هاتين المادتين واضح وهو غياب البرامج الانتخابية باستثناء مرشحين هما عميد كلية الاقتصاد سابقاً الدكتور عارف دليلة الذي خسر والصناعي رياص سيف الذي اعيد انتخابه، لذلك خصصت قطعة لهما نشرت في 26 تشرين الثاني بعنوان "ديوانية سورية للمطالبة باصلاح والتغيير الاقتصادي". كما انني افردت قطعة خاصة للنائب السابق الدكتور احسان سنقر لأنه قرر أن لا يرشح نفسه. ونشرت في 31 تشرين الاول اكتوبر الماضي بعنوان: "الدمشقي سنقر لم يستجب ضغط الرغبة الشعبية ويترشح للانتخابات. نواب سابقون عادوا الى الحلبة تدعمهم ضمانات الفوز". النقاط التي جاءت في هذين المحورين، بمثابة رد واضح على رسالة المهندس الطاهر الاخيرة و"النقاط" التي جاءت في رسالته الاولى التي نشرت في 8 كانون الاول، باستثناء النقطة التي قال فيها: "كتب حميدي تحت عنوان خسارة اخوانيين. وهذا العنوان موهم ولايصح لأن حزب "الاخوان المسلمين" محظور في سورية. والمرشح غسان ابا زيد كانت له علاقة مع "الطليعة المقاتلة" وليس مع "الاخوان المسلمين". وطالما ان المهندس الطاهر خبير في شؤون "الاخوان"، فان وضع نظارة مختلفة على العين توضح ان "الطليعة المقاتلة" انشقت عن "الاخوان"، وان ابا زيد معروف بعلاقاته "الاخوانية". أخيراً، لا يختلف ردّ المهندس ابراهيم المنشورفي 14 تموز يوليو الماضي، عن طريقة رده في الرسالتين السابقتين من حيث تأكيدهما افكاراً ونقاطاً موجودة سلفاً منها قوله: "يذكر للرئيس حافظ الأسد انه وضع طائرة خاصة تحت تصرف اهل الشيخ عبدالفتاح ابو غدة لنقل جثماته ليدفن في حلب"، بعدما اعتبر ان قولي ان عودة الشيخ ابو غدة جاءت بموجب "التماس" قدم إلى الأسد، ليس صحيحاً. مدير مكتب "الحياة" في دمشق إبراهيم حميدي