تميزت عطلة نهاية الاسبوع في لبنان بمواقف عدة تناولت مختلف القضايا المطروحة داخلياً اضافة الى تطورات الوضع في الجنوب. فاستنكر البطريرك الماروني الكاردينال نصرالله صفير في شدة الغارة الاسرائيلية على بلدة جنتا البقاعية التي ادت الى مقتل سبعة مدنيين أم وأطفالها الستة "ما استدعى رداً عنيفاً من "حزب الله" على شمال اسرائيل اوقع عدداً من الجرحى في الجانب الآخر". وأضاف ان "الدماء تستقي الدماء، وكل فعل في هذا المجال يؤدي الى رد فعل الى ما لا نهاية ونسأل الله ان يلهم المسؤولين ما يؤدي الى سلام عادل شامل دائم". والتقى البطريرك الماروني وزير الداخلية ميشال المر الذي قال ان "بكركي مرجعية وطنية ولا بد من زيارتها من وقت الى آخر لأخذ توجيهات صاحب الغبطة". ونقل ارتياح صفير الى الجو العام "وأمله بأن تستطيع الحكومة برعاية رئيس الجمهورية إميل لحود ان تتوصل الى تحقيق البرنامج الذي وضعته". ولفت الى ان "من المبكر الحديث عن انتخابات نيابية مبكرة". وأشار الى ان "الانتخابات ستجرى في وقتها بعد سنتين". وأضاف "اننا ندرس الآن مشروع اللامركزية الادارية، ويجب ان يكون جاهزاً في آخر كانون الثاني يناير المقبل واذ ذاك نستطيع ان نتكلم عليه، بعد ان تكون ظروفه قد نضجت". ونفى المر ان يكون بحث مع صفير في مرسوم الجنسية، مشيراً الى ان "هذا المرسوم صدر قبل ان يتسلم هو وزارة الداخلية عام 1994". ولفت الى انه الآن "في يد القضاء الذي سيفصل به في ضوء مراجعة الرابطة المارونية امام مجلس شوى الدولة لإبطاله، اما بالنسبة الى مشروع ملحق مرسوم التجنيس الذي كان سيصدر وقوبل باعتراضات، فكان الهدف منه كما قال الرئيس السابق الياس الهراوي ارضاء فريق معين من اللبنانيين اعتبر نفسه متضرراً من المرسوم القديم، وعندما وجد الرئيس الهراوي ان هذا الفريق المتضرر معترض ايضاً على الملحق عدل عن فكرة توقيع المرسوم". ونفى المر ان يكون أي فتور شاب العلاقة مع صفير "لا ماضياً ولا حاضراً ولا مستقبلاً". واعتبر رئيس الحكومة السابق النائب عمر كرامي ان "عملية الانقاذ بدأت بانتخاب رئيس جديد مشهود له بالوطنية واللاطائفية والنجاح في التخطيط والعمل، وجاءت حكومته الاولى على شاكلته". وأعلن انتقاله من المعارضة الى الموالاة، مؤكداً "ضرورة عمل الجميع للاسهام في عملية الانقاذ". ودعا، خلال افطار غروب اول من امس، الى معاقبة جميع المخالفين، مشيراً الى "الوضع الاقتصادي الصعب والدقيق المترافق مع الاعتداءات الاسرائيلية، وآخرها في جنتا". وأشاد بالحكومة الجديدة، وبنية وزرائها العمل لمعالجة الامور واصلاحها "وهم يملكون كل الملفات المهمة، خصوصاً تلك المتعلقة بالمخالفات والصفقات والسمسرات". وقال وزير الاصلاح الاداري حسن شلق، في حديث اذاعي، ان المشكلات الصعبة التي مر بها عندما كان رئيساً لمجلس الخدمة المدنية خلال الحكومة السابقة "تشكل برهاناً واضحاً" انه لم يكن وارداً في التشكيلة الحكومية للرئيس رفيق الحريري لو شكل الحكومة بدلاً من الرئيس سليم الحص. وأضاف ان "المنع لم يكن يتم على صعيد الكلام، اي ان مجلس الخدمة كان يتكلم على الاهدار الحاصل، لكنه لم يكن يملك سلطة وضع حد له". واعتبر ان "الاصلاح الاداري عملية واسعة، تبدأ باختيار الموظف الاكفأ والاجدر، وتمر بتدريبه واعداده كما يجب". وتحدث عن "وضع لتعديل الانظمة والصلاحيات الخاصة بهيئات المؤسسات الرقابية، خصوصاً لجهة تفعيل القوانين والانظمة المرعية وتفعيل دائرة المراجعات والشكاوى وعمل ادارة الابحاث التوجيهية". وقال انه سيحيي مسألة دعوة المديرين العامين الى الانعقاد دورياً للبحث في مشكلات الادارة علماً ان آخر اجتماع عقدوه كان قبل ثلاثة اعوام. وقال السيد محمد حسين فضل الله في تصريح امس "اننا نتابع الخطوات العملية الجادة في حركة العهد الجديد، خصوصاً القرارات الاخيرة وأبرزها اباحة التظاهر واعادة فتح الملفات كالاعلام، مما يؤمن فرصة لعودة الحقوق المشروعة الى اصحابها، ومن شأن هذه القرارات ان تعيد شيئاً من الثقة المفقودة بين المواطن والمسؤول، ولكن لا بد من ان تقرن بتعاط ايجابي، فيأخذ المواطن حقه في الممارسة كما يأخذه في القوانين". ورأى ان "اللبنانيين ينتظرون قيام ورشة عامة من المعارضة والدولة لإعادة بناء البلد اقتصادياً وسياسياً، وان تدريجاً، لأن ذلك يمثل رسالة كبيرة نرد فيها من الداخل، شعباً ودولة، على الرسائل الصهيونية المدعومة اميركياً، ونحضّر البلد اكثر للوقوف في وجه الهزات السياسية والاقتصادية الآتية من المنطقة، ونضعه على سكة المواجهة الصحيحة للاحتلال، حيث تلتقي وحدة الصف الداخلي مع سعي المقاومة الى طرد الاحتلال وتحرير البلد". وقدّر موقف الحكومة من العدوان الاسرائيلي الاخير، مشيراً الى انه "دلّ الى وعي عميق للمرحلة وتأكيد الموقف اللبناني، دولة وشعباً، في خط المواجهة للعدو، وتأكيد الحق امام العالم في ازالة الاحتلال". وتوقف عند المجزرة التي ارتكبتها اسرائيل في جنتا، فاعتبر انها "رسالة دموية للبنان وسورية"، منتقداً الصمت الدولي "المدمن اسلوب اللامبالاة امام ما تقترفه اسرائيل ضد لبنان، ما ابعد المسألة عن دائرة الاهتمام الدولي في المنطق الانساني"، ومشيراً الى ان "أميركا تعطي الغطاء السياسي لكل هذا الواقع العدواني الاسرائيلي، حتى انها منعت لبنان من تقديم الشكوى الى مجلس الامن، مهددة بأنها تستخدم حق "الفيتو" لحماية اسرائيل من اي عملية ادانة اياً تكن جرائمها في قتل الاطفال، فأميركا لا تحترم اطفال العرب لأنهم، في منطقها، لا حق لهم في الحياة في مجال حقوق الانسان، ولذلك فإنها لا تلتزم اي نوع من امنهم لأن الامن عندها هو لليهود وحدهم". وأضاف ان "الرد العملي الوحيد على هذه المجزرة الوحشية كان ما قامت به المقاومة الاسلامية من قصف المستوطنات اليهودية في فلسطين، ملتزمة حماية المدنيين في لبنان، كرسالة دائمة الى العدو بأن المستوطنات اليهودية لن تكون بعيدة من قصف المجاهدين اذا تعرضت المناطق المدنية اللبنانية للقصف، وهذا وحده هو الذي اعطى العدو درساً واقعياً لم يستطع معه ان يتوازن في تصريحاته وخططه، واذا كان العدو هدد بما يسميه "الرد المناسب في الوقت المناسب"، فإننا نعرف ان المعركة مستمرة ومفتوحة وشعبنا يعرف ان العدو الاسرائيلي سينتهز الفرصة للعدوان في اي موقع وفي اي زمان، الامر الذي يفرض على الجميع الوعي السياسي والامني الذي يلاحق كل حركة العدو في اي زمان ومكان". وأكد نائب الامين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم ان "المقاومة الاسلامية تضع في اولوياتها ضرب الجندي العسكري وآلته العسكرية لأن ذلك من شأنه ان يساعد على اسقاط المشروع الاسرائيلي". وأضاف "عندما نؤثر في امن اسرائيل يصرخ العدو وتصرخ معه أميركا والعالم المستكبر". وأشار الى ان "اسرائيل يجب الا تكون آمنة في كل الاراضي المحتلة في فلسطينولبنان والجولان وان تبقى قلقة على مستقبلها". وفي الشأن الداخلي، اعتبر قاسم ان "استمرار التعاون مع الحكومة رهن بما تقدمه من انجازات". وأمل منها ان "تستدرك الخطأ الذي ارتكبته الحكومة السابقة بإلغاء التعليم الديني في المدارس، والعمل على اعادته معززاً مكرماً لأن مستقبل لبنان هو في البناء الصالح للفرد فيه". وقال النائب محمد فنيش حزب الله ان "الحديث عن انسحاب اسرائيلي على مرحل من ارضنا المحتلة جزء من المناورات التي يعتقد قادة العدو انهم يستطيعون من خلالها فرض واقع جديد على الساحة اللبنانية". وأكد ان "اي انسحاب من اي جزء من ارضنا لن يحصل الا بسبب المقاومة، وهو انتصار لهؤلاء المجاهدين والشهداء، وما كان العدو ليفكر بذلك الا بسبب عجزه عن مواجهة المقاومين". وشدد على "استمرار عمليات المقاومة ما دام هناك شبر من ارضنا تحت الاحتلال الاسرائيلي"