حضّ رجل الدين الإيراني البارز آية الله حسين علي منتظري الصحف الإيراني على "تنوير الشعب بحقوقه، خصوصاً الحريات التي كفلها له الإسلام والدستور"، ودعاها إلى الاقلاع عن "الرقابة الذاتية التي تثير العجب"، لكنه شدد على ضرورة التمييز بين حرية التعبير وبين "الإهانة والتحقير". ونشرت صحيفة "خرداد" التي صدرت حديثاً رسالة لمنتظري في هذا الخصوص، بدت كأنها رسالة "توصيات ونصائح" عادية، لكن المعنى السياسي والرمزي لنشر الرسالة في هذا الوقت واضح، خصوصاً أنه يعقب رسالة مفتوحة وجهها عشرات من الناشطين السياسيين والمثقفين إلى مرشد الجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي أخيراً، ناشدوه رفع الإقامة الجبرية التي يخضع لها منتظري منذ العام الماضي. ويملك صحيفة "خرداد" ويشرف على خطها السياسي وزير الداخلية المخلوع عبدالله نوري الذي يُعرف بأنه من "مقلدي" منتظري فقهياً. وكان بعض النواب الذين سحبوا ثقتهم منه في البرلمان قبل أشهر استندوا إلى أن نوري لم يواجه التحركات المؤيدة لمنتظري في مسقط رأسه في محافظة أصفهان "بحزم". وتمنى منتظري في رسالته أن تولي "خرداد"، وبالتالي الصحف الإيرانية، اهتماماً أساسياً لقضايا الحريات العامة والحقوق الدستورية للمواطن والملفات الاقتصادية والاجتماعية. وأكد خصوصاً ضرورة نشر أخبار صحيحة وتجنب الاخبار "المشبوهة والمشكوك في صدقيتها والتي من شأنها ان تنشر الفوضى في المجتمع"، ودافع عن حق "النقد الودي والبناء وكشف كل التجاوزات والمخالفات بلغة مهذبة"، مشيراً إلى عدم "الاساءة إلى الحكومات والشعوب". كما أكد منتظري ان "لكل شخص الحق في حرية الرأي والتعبير"، مستطرداً بأن "الحرية تختلف عن الاهانة والشتم وتحقير الأشخاص والمؤسسات والسلطات". وشدد على أهمية "تنوير الشعب بحقوقه وبالحريات التي كفلها له الاسلام والدستور"