نيويورك، واشنطن - رويترز، أ ف ب - حض الرئيسان الأميركيان السابقان جيرالد فورد جمهوري وجيمي كارتر ديموقراطي أمس الاثنين مجلس الشيوخ على الاكتفاء بتوبيخ الرئيس بيل كلينتون بعدما رفع اليه مجلس النواب قرارا بمحاكمة الرئيس لعزله بتهمتي: الكذب تحت القسم وعرقلة العدالة. وجاء ذلك في وقت التف الاميركيون بشكل غير مسبوق حول رئيسهم الذي اظهرت الاستطلاعات ان نسبة التأييد له وصلت الى 72 في المئة. وفي الوقت نفسه، رأت ابرز الصحف في الولاياتالمتحدة ان مجلس النواب اخطأ في ارسال كلينتون الى المحاكمة. وحضت مجلس الشيوخ على انهاء الازمة بتوبيخ الرئيس. وفي صفحة الرأي في صحيفة "نيويورك تايمز"، قال فورد وكارتر ان أي قرار بالتوبيخ يتخذه مجلس الشيوخ يجب ان يطالب كلينتون بالاعتراف بأنه حنث باليمين على ان يتضمن القرار شرطاً بعدم استخدام اعترافه ضده في المستقبل في أي محاكمة جنائية. وسيسمح التوبيخ لكلينتون بالاحتفاظ بمنصبه الذي شغله لمدة ستة أعوام وسيكون خطوة أولى تجاه تضميد جرح البلاد "العميق". وكتب فورد وكارتر: "قبل ان يصنع اعضاء مجلس الشيوخ التاريخ، نأمل ان يستفيدوا منه لتحديد العقاب الأمثل لمجموعة فريدة من الاتهامات". وقال كارتر وفورد ان الدستور يسمح لمجلس الشيوخ بمحاكمة كلينتون ثم توبيخه او توبيخه دون محاكمة0 وذكرا ان التاريخ اثبت ان مجلس الشيوخ يتمتع بالمرونة في تطبيق قواعده واجراءاته "لإنهاء هذه المحنة" دون انتهاك القانون أو الحاق مزيد من الاضرار بالرئاسة. وتساءلا: "هل نجد في انفسنا الرغبة والرؤية والكرم والشجاعة لحل الازمة بطريقة تجعل الاميركيين يشعرون بالفخر بزعمائهم ومؤسساتهم وانفسهم؟ اننا نؤيد اتخاذ الحزبين قراراً بالتوبيخ" وانتقدت كبريات الصحف الاميركية مجلس النواب لاحالته كلينتون الى المحاكمة في مجلس الشيوخ وحضت على توبيخ الرئيس بدلاً من اسقاطه. واجمعت "نيويورك تايمز" و"لوس انجليس تايمز" و"شيكاجو تريبيون" و"واشنطن بوست" على هذا الموقف في افتتاحياتها. وأوصت الصحيفتان البارزتان في نيويورك وهما "لوس انجليس تايمز" و"اتلانتا جورنال كونستيتيوشن" ان يتبع مجلس الشيوخ خطة اقترحها الجمهوري بوب دول المرشح الرئاسي السابق الذي اقترح ان يقر مجلس الشيوخ مشروع قرار ويرسله إلى مجلس النواب يدين كلينتون بسبب حنثه اليمين. ويوقع كلينتون بعد ذلك علي القرار في التلفزيون معترفاً بشكل أساسي بأنه حنث اليمين مراراً. وقال دول إن الأمر كله يمكن ان ينتهي بحلول كانون الثاني يناير المقبل. الرأي العام وأشارت استطلاعات عدة للرأي اذيعت نتائجها مساء اول من امس الى ان غالبية الاميركيين ما زالت تدعم الرئيس كلينتون رغم تصويت مجلس النواب على توصية بإقالته. وأظهر استطلاع اجرته محطة "ان بي سي" التلفزيونية ان 72 في المئة من الاشخاص الذين شملهم يقرون طريقة اداء كلينتون لمهامه. وكانت هذه النسبة 68 في المئة، قبل خمسة أيام. كما اعتبر 62 في المئة ان عليه ان يكمل ولايته، أي بزيادة 11 نقطة عن الاستطلاع السابق. وتراجعت نسبة الذين يرون ان على الرئيس ان يستقيل من 44 في المئة قبل خمسة أيام الى 34 في المئة. وأظهر استطلاع آخر لصحيفة "نيويورك تايمز" وشبكة "سي بي اس" التلفزيونية ان تصويت مجلس النواب كان له تأثير ضعيف أو لا تأثير على الاطلاق، في موقف الرأي العام من كلينتون، إذ عارض 66 في المئة استقالته في مقابل 31 في المئة رأوا انها ستكون افضل بالنسبة الى البلاد. وهذان الرقمان ذاتهما، سجلا في استطلاع اذيعت نتائجه قبل اسبوع. وأخيراً، رأى 32 في المئة من الذين شملهم الاستطلاع ان محاكمة كلينتون ستجرى في مجلس الشيوخ، بينما قال 66 في المئة انهم يفضلون التوصل الى تسوية تسمح بتجنب المحاكمة