استمرت التظاهرات الاحتجاجية على الهجوم الاميركي - البريطاني على العراق في الأراضي الفلسطينية لليوم الثاني. وشهدت مدن طولكرم ونابلس ورام الله وبيت لحم والخليل تظاهرات حاشدة شارك فيها المواطنون بعد اداء صلاة الجمعة في المساجد. ورفع المتظاهرون اللافتات المنددة بالهجوم والداعية الى وقف التعاون الامني بين السلطة الفلسطينية والمخابرات الاميركية. وكتب على احداها "من يقتل اطفال العراق لن يساعد اطفال فلسطين". وسار مئات الاطفال والنساء والرجال في مسيرة ضخمة من مخيم الدهيشة على مشارف مدينة بيت لحم في اتجاه ساحة المهد في المدينة حيث قاموا بتنظيف الساحة بالماء فيما وصفوه بپ"عملية تطهير" من زيارة الرئيس كلينتون الى المدينة الأسبوع الماضي. وأغلقت السلطة الفلسطينية ثلاث محطات تلفزيونية خاصة في مدينتي رام الله وبيت لحم ومحطة اذاعية على خلفية تغطيتهم لعملية "ثعلب الصحراء". وأكد عدد من الصحافيين انه تم تحذيرهم من التقاط صور احراق العلم الاميركي في التظاهرات التي اجتاحت المدن الفلسطينية. وأصيب عشرات الشبان الفلسطينيين بحالات اختناق نتيجة لسيل القنابل الغازية التي اطلقها الجنود الاسرائيليون في اتجاههم خلال مواجهات عنيفة على مشارف مدينتي رام الله وبيت لحم. وانتقلت حمى المظاهرات التضامنية مع العراق الى داخل الخط الخضر حيث شارك مئات الفلسطينيين في منطقة وادي عارة بمسيرة ضخمة احتجاجاً على ضرب العراق وطالب المتظاهرون بالوقف الفوري لعمليات القصف المستمرة على المدن العراقية. أما في اسرائيل، اكد نائب رئيس الاركان الاسرائيلي الجنرال عوزي دايان ان الدولة العبرية انهت اجراءاتها "للرفع من جاهزية الجبهة الداخلية على رغم ان اسرائيل ليست طرفاً في الأزمة الحالية". وقال "دايان الذي زار المواقع التي نصبت فيها صواريخ "باتريوت" الاميركية المضادة للصواريخ الباليستية انه تم تحسين هذه الصواريخ حيث اصبحت "اكثر نجاعة في ردع الصواريخ الباليستية". وكانت واشنطن بعثت بثلاث بطاريات باتريوت يحمل كل منها تسع صواريخ الى اسرائيل عشية زيارة كلينتون للمنطقة. وكشفت مصادر اسرائيلية امس ان طائرات نقل اميركية افرغت معدات وأجهزة دفاعية لاسرائيل. وعلى الصعيد السياسي، اكدت مصادر صحافية اسرائيلية ان الرئيس كلينتون اتصل هاتفياً برئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو وأكد له ان واشنطن "ستقف الى جانب اسرائيل ولن نحتمل اي هجوم عليها". وأعرب نتانياهو عن دعمه الكامل للهجوم على العراق. وقال "الشعب كله موحد في تأييده للمعركة العادلة التي تشنها الولاياتالمتحدة". ونشرت الصحف الاسرائيلية ان الأردن اغلق حدوده مع الدولة العبرية وطلب من الاسرائيليين عدم زيارة المملكة خوفاً على حياتهم بسبب ما وصفته الصحف الاسرائيلية "وجود كثير من الفلسطينيين والاسرائيليين في الأردن". وأفردت الصحف الاسرائيلية معظم صفحاتها لتحليل ما يجري في العاصمة العراقية حيث اجمع المحللون الاستراتيجيون فيها الى ان "اسقاط الرئيس العراقي صدام حسين يتطلب استنزافه ولن يتحقق بضربة قاضية". ورجحت المصادر الاسرائيلية نفسها ان تعمل الولاياتالمتحدة على ادخال قوات عراقية معارضة لاسقاطه بعدما تقوم بتدمير الحرس الجمهوري الذي يعتمد عليه صدام في بقائه في الحكم