أبناء الشخصيات البارزة ثقافياً، هل يحملون رسالة مماثلة لرسالة آبائهم أو أمهاتهم والبيوت التي نشأوا فيها؟ أين يتشبهون وأين يستقلون؟ كيف يرون المستقبل؟ الواقع؟ هذا ما نحاول تلمسه على الأقل مع ديما ونوّس، ابنة الكاتب المسرحي الراحل سعدالله ونوّس، عمرها 16 عاماً ونصف العام. في الصف الحادي عشر. في مدرسة دار السلام بدمشق. عشت في كنف سعدالله ونوّس، كيف تُعرّفينه؟ - سأتحدث عن سعدالله الأب في بادئ الأمر. كان رائعاً. لا أظن أنه يوجد أب مثله، خصوصاً في مجتمعنا الشرقي الذي يسوده نوع من السلطة القاسية في كل النواحي. ولا سيما في معاملة الآباء لأبنائهم أو بالأحرى لبناتهم. فمهما كان الأب مثقفاً فهو يلعب في بيته دور الأب المتسلط والقاسي. لكن سعدالله ونوّس كان أباً متفهماً، ديموقراطياً، وهذه كلمة نجد الكثير من الرجال يتحدثون عنها بكثير من الفهم خارج منازلهم، لكنهم يمحونها من ذاكرتهم بتعاملهم مع أبنائهم وزوجاتهم، أبي كان ديموقراطياً داخل البيت وخارجه. كان لي صديقاً. يشعرني بالراحة وأبوح له بأسراري. أما سعدالله ونوّس الكاتب فسأكون موضوعية، دون التأثر بالعواطف الجميلة نحوه. هو كاتب يكتب المسرح ببراعة. مسرحياته سهلة. بقدر ما هي شاملة. يبث مشاكل حقيقية في أعماله كما يبث أوجاعه وهواجسه. ما أثره على تفكيرك وتوجهاتك؟ - ولدت في بيته ولهذا كبير الأثر في نفسي... وعلى عقلي وتفكيري. فأنا كما سبق وذكرت نشأت نشأة ديموقراطية. واعتقد أنني أخذت منه بعض الهواجس. فأنا أقرأ كثيراً مثله... ومثله نبت في قلبي حب الوطن، وتأمل أمور الحياة بين المحب والمتفهم والشجاع. ماذا تحبين أن تصبحي. أي دورك في الحياة؟ - سأدرس النقد المسرحي. والأدب الفرنسي. كان حلمي أن أصبح صحافية. لكنني أعرف أنني لن أكون صحافية حرة، بل مقيّدة. فالصحافة تحتاج الى مناخ ديموقراطي غير متوفر عربياً اجمالاً. اكتشفت ذلك من حادثة جرت معي العام الفائت... عندما تعرضت واحدى رفيقاتي الى مشكلة تحتاج الى فهم لم يكن متوفراً في مدرستي. فكتبت مقالة صغيرة رفضت الصحافة أن تنشرها لي. لأنها تحتوي على نقد واقع غير متفهم. هل يستهويك مجال الكتابة. وهل قرأت مسرحيات سعدالله ونوّس وأيها أحببت أكثر؟ - لا أظن أن امكانيات كتابة المسرح متوفرة أو ستتوفر لديَّ. هي ميزة عند قلّة من الناس. أما بالنسبة الى المسرحيات التي قرأت فلقد أحببت في بدائ الأمر "الفيل يا ملك الزمان" أكثر من غيرها. لكن بعد أن كتب "الأيام المخمورة" أحببتها أكثر. لماذا يعتبر والدك شخصية مرموقة في رأيك؟ ألأنه كاتب كبير؟ - لا، بل لأنه أيضاً انسان كبير بانسانيته وثقافته. ولأنه صاحب مشروع ثقافي فكري. هل تعتبرين نفسك صاحبة مشروع ما!؟ - نعم، الجدّ، والعمل... والنجاح في المجال الثقافي الذي سأخوضه. النجاح في خدمة بلدي عن طريق الاخلاص والحب. والدتك الممثلة فايزة شاويش، ما هو دورها في مقابل دور والدك في حياتك؟ - لم أعِ أمي ممثلة، بل زوجة مثالية ومخلصة وأماً متفهمة ومتفانية. هي وأبي حبي الكبير