اعتبر العضو في غرفة التجارة والصناعة والزراعة في بيروت رئيس "مجموعة شركات دبّانة" السيد روفائيل دبّانة، "انه من المنطقي ضمن المعطيات القائمة ان يصب جزء من الاستثمارات المتدفقة على لبنان في تصنيع الانتاج الزراعي"، موضحاً ان "المبدأ المعتمد دولياً يقضي بتأمين سبل تصريف السلعة الغذائية قبل زراعتها، وهذا المبدأ غير معمول به في لبنان، وموكداً ضرورة "وضع دراسة جدوى قبل عملية الزرع لأن بيت القصيد هو التسويق". وعدّد دبّانة اصنافاً اعتبر ان لها ميزات تفاضلية للزراعة في لبنان، كالموز، لافتاً إلى ان لبنان يتمتّع بمناخ شبه استوائي ويختزن كميات وفيرة من المياه ذات النوعية الجيدة. ولجهة عدم جدوى زراعة الموز في لبنان في الفترة ما بين أيار مايو وأيلول سبتمبر من السنة، بفعل عدم ملاءمة المناخ، قال ان التجارب قائمة لتمكين استمرار انتاج الموز على مدار السنة، وان المجموعة التي يرأسها عاكفة حالياً على تلك التجارب بهدف تعميمها على المزارعين. زهور ووصف السيد دبّانة زراعة الزهور ب "الجيدة في لبنان لملاءمة المناخ والخبرة الواسعة في مجال زراعتها". وشجّع على الاستثمار في هذا المجال، لافتاً الى "التسهيلات التمويلية لتلك المشاريع من خلال القروض متوسطة الاجل من المصارف والتي تدعمها الدولة اللبنانية. واعتبر السيد دبانة الزهور سلعة مطلوبة في لبنان ومربحة، إضافة إلى ان الانتاج الوطني من السلعة محميّ بموجب رسوم جمركية تصل نسبتها الى 70 في المئة، باستثناء ما يستورد من الدول العربية، خصوصاً ان بعضها أصبح منتجاً لتلك الزراعة ما يشكل منافسة، لا سيما والمعاملة بالمثل لجهة التعامل الجمركي غير متوافرة في احيان كثيرة". فطر ومن جهة أخرى، قال السيد دبّانة ان زراعة الفطر مجدية في لبنان بسبب وجود طلب على انتاجه سواء في السوق المحلية أو أسواق الدول العربية، حيث تندر زراعته. وفي هذا الاطار، قال السيد دبانة أنه لا يوجد في لبنان غير مشروع واحد لزراعة الفطر، يقع تحديداً في شمال القطر. ولفت إلى ان زراعة الفطر تتطلب رساميل كبيرة إضافة إلى استلزامه طرق فنية محدده في سبيل تصريفه. وأوضح ان هولندا متحمّسة للمساهمة في تطوير زراعة الفطر في لبنان من خلال شركات خاصة ابدت استعداداً لدرس امكانات تطوير زراعة الفطر في لبنان، من خلال المشاركة في الرساميل والخبرات. عنب ولم يغفل السيد دبّانة العنب اللبناني "المتوافر بكل انواعه وبإنتاج وفير، لا سيما وهو يصنّع مشروبات مثل النبيذ الذي يصنّف ضمن الاجود نوعاً ومذاقاً". تصنيع غذائي وتناول قطاع التصنيع الغذائي الذي اعتبر انه يعج بالفرص الاستثمارية بسبب غنى المواسم الزراعية في لبنان. وركّز في هذا المجال على البطاطا وفرص تصنيعها وتحويلها سواء إلى سلعة "التشيبس" أو البطاطا المجلّدة المجهزّة للقلي. وأشار الى ان "شركات دبانة" توصلت بعد تجارب، الى انتاج انواع من بذور البطاطا تؤدى إلى تكاثر الأخيرة، وتعتمدها مزارع عدة في لبنان. وأضاف ان جدوى تلك الزراعة الفرص التسويقية المتاحة محلياً من خلال بيع الانتاج إلى المعامل المصنّعة لبطاطا "التشيبس"، خصوصاً المصانع القائمة في الدول العربية، شارحاً ان البطاطا تعرف باسم "ليدي روسيتا"، ومن خصائصها لونها الاحمر. وزاد بان التجارب قائمة حالياً لإنتاج صنف آخر من البطاطا تستعمله المطاعم المتخصصة بالوجبات السريعة الآخذة في الازدياد في لبنان وعلى رغم ذلك،لا تزال تستورد تلك البطاطا مصنعة من الخارج. وشدد في هذا الاطار على ضرورة تأسيس مصانع جديدة متخصصة بتجليد البطاطا، لانه لا يوجد في لبنان غير مصنعين. ومن جهة أخرى، أعطى السيد دبّانة اهمية خاصة لفاكهة المشمش "التي اصبحت زراعتها نادرة في لبنان"، مركزاً على ضرورة احياء تلك الزراعة والاكثار منها بهدف تصنيع مربّى المشمش "تلبية للطلب الكبير من الولاياتالمتحدة الاميركية على مربّى المشمش اللبناني". وقال "نجاح الاستثمار في قطاع الزراعة والتصنيع الغذائي يتطلب ايجاد آلية تنسّق بين الجهات القائمة بزراعة السلعة الغذائية وتلك المصنعة لها، إضافة إلى المؤسسات المستهلكة للسلعة محلياً أو خارجياً، تفادياً للمخاطر التي تنجم عن عدم إنجاز عملية التسويق والبيع قبل الزراعة". واقترح انشاء مراكز للتسويق وبيع الانتاج الطازج من الخضر والفواكه والزهور، مضيفاً ان الدولة تضطلع بدور في هذا المضمار بهدف التوصل إلى سبل للتسويق الزراعي تماهي المعتمدة في هولندا. وأشار الى ظاهرة "التسرب غير الشرعي لسلع زراعية إلى البلاد"، حاضاً الحكومة الى اتخاذ اجراءات تمنع دخول تلك الاصناف بهدف حماية الزراعة المحلية، والعمل في آن واحد على ايجاد طرق اقتصادية منافسة لإنتاج بعض السلع المعنية أو تحويل بعض المساحات المزروعة بأنواع غير منافسة، الى زراعات لها ميزات تفاضلية