في مناسبة مرور 100 عام على ميلاد كوكب الشرق يتم تصوير مسلسل تلفزيوني في عنوان "أم كلثوم" تجسد فيه شخصيتها الفنانة صابرين، وأعد له السيناريو والحوار محفوظ عبدالرحمن. وكان من المقرر عرض المسلسل في رمضان، لكن أموراً كثيرة حدثت قبل التصوير واثناءه ادت الى بطء سير عملية التصوير واستحالة عرضه في الموعد المحدد. يقول محفوظ عبدالرحمن: "لست من هواة عرض أعمالي في رمضان، ليس من المفروض ان يظهر الجميع خلال هذا الشهر. وسواء عرض المسلسل في رمضان أو لم يعرض، فإن هذا لا يفرحني لا يحزنني. المهم الوصول الى الناس وكسب احترامهم وتقديرهم بصرف النظر عن توقيت العرض. المسلسل يتناول 50 عاماً من حياة ام كلثوم في 40 حلقة، بدءاً من فترة الصبا في قرية "طماي الزهايرة" في العام 1923، مروراً بمشوارها الحافل في القاهرة حتى وفاتها. وعندما نتحدث عن أم كلثوم فإنما نتحدث عن تاريخ مصر الفني، لذلك استغرقتني الكتابة حوالي العامين ونصف العام، وسيستغرق تصويره ايضا فترة طويلة، وفكرة المسلسل في ذهني منذ العام 1980 لكنها تعثرت لأسباب مختلفة. فأم كلثوم تعتبر اهم شخصية غنت باللغة العربية، حياتها درسٌ لكل المطربين والمطربات، تلك الفتاة الصغيرة استطاعت ان تحفر لها مكاناً في القاهرة وسط العمالقة أمثال منيرة المهدية وسيد درويش، وأن تطور نفسها وفنها الى ان اصبحت من ارقى سيدات المجتمع، وحياتها مليئة بالأحداث والتطورات السياسية والاجتماعية. حقوق الورثة عما أثير من اعتراضات على ظهور اسمهان في المسلسل، يقول عبدالرحمن: "اتصل بعض افراد اسرة المطربة الراحلة بجهات مسؤولة وطلبوا عدم ظهور اسمهان وفريد الأطرش في احداث المسلسل. وهذا ليس من حقهم لأن حقوق الورثة في المصنف الفني تستمر 50 عاماً بعد الوفاة، وغابت اسمهان منذ أكثر من 50 عاماً، كما أننا لم نستخدم أي مصنفات فنية لها. وبالتالي فمن الناحية القانونية ليس للأسرة الحق في طلبها، لكننا رأينا ان حذف الشخصية من أحداث المسلسل خير عقاب للأسرة، كما انها ليست ذات دور مؤثر في حياة ام كلثوم". ويضيف: "الحقيقة هناك كتب صدرت عن حياة اسمهان تناولتها بشكل سيئ. لم تبحث الأسرة عنها وترد عليها، بدلاً من التخوف من المسلسل الذي يقدم في ظل الاعلام المصري الموضوعي. واسمهان كفنانة نحترمها ونقدرها". وعن غضب اسرة أم كلثوم من المسلسل، قال: "هذا الكلام غير صحيح. فأحداث المسلسل مكتوبة بدقة، ولا يوجد تناقض بين المكتوب وما حدث بالفعل، وأنا شخصياً احترم ام كلثوم وأقدم شخصيتها في أفضل صورة". أما عن اختيار البطلة واستقرار الأمر في النهاية على صابرين، فيقول: "بطبيعة الحال كانت هناك ممثلات عدة مرشحات، راعينا فيها اداء الشخصية في حدود المكتوب وإجادة الممثلة ونجوميتها واحيانا تشابهها في الملامح. وبالفعل لم تكن صابرين الاختيار الاول، لكن هذا لا ينفي انها كانت في الحسبان منذ البداية، واعتقد ان من حسن حظنا ان اخترناها لأنها ممثلة جيدة متمكنة من ادواتها". ذكريات وتشابه أما صابرين بطلة المسلسل فتقول: "تخوفت كثيراً من الشحصية لأنها غير عادية. وسيسجل التاريخ ان صابرين هي الممثلة التي جسدت شخصية ام كلثوم في مسلسل سيكون بمثابة وثيقة". وعن اختيارها للدور تقول: "في أعقاب عرض مسلسلي "جمهورية زفتى" و"هوانم غاردن سيتي" في رمضان الماضي اتصلت بي المخرجة انعام محمد علي وقالت: لقد تطور اداؤك واصحبت ناضجة فنياً الى حد كبير، وهذا واضح من خلال شخصيتين مختلفتين تماماً جسدتيهما في المسلسلين، وقريباً سنلتقي في عمل". ولم تذكر انعام اسم العمل، وبعد فترة تحدثت معي عن مسلسل أم كلثوم وارسلت إليّ السيناريو لقراءته وتحديد موقفي بعد ايام، لكني قرأت السيناريو كاملاً في يوم واحد واعلنت موافقتي في اليوم نفسه. وبدأت في مشاهدة افلام ام كلثوم السينمائية والاستماع الى اغنياتها وقراءة مؤلفات عنها والذهاب الى قريتها بصحبة انعام، وعرفت أدق تفاصيل حياتها من اقاربها والعاملين عندها. وتضيف: "هناك مناطق متشابهة بيني وأم كلثوم، خصوصاً البداية. فقد وقف ابي الى جانبي وشجعني على العمل وأمدني بالنصائح، تماما مثلما كانت بداية ام كلثوم في مشوارها الفني".