هدد الرئيس اليمني علي عبدالله صالح بحلّ الحزب الاشتراكي اليمني المعارض، واتهمه بأنه "حزب انفصالي دأب على التآمر على الوطن". فيما اختتم الاشتراكي مؤتمره العام الرابع الدورة الاولى امس، بالاعتذار لجميع ضحايا الصراعات السياسية والغاء القرارات التي اتخذها الحزب ضد اعضائه منذ العام 1967، بمن فيهم امينه العام السابق علي سالم البيض، وحيدر العطاس وسالم صالح محمد وصالح عبيد احمد الذين كان الحزب فصلهم عام 1994 لضلوعهم في اتخاذ قرار الانفصال. وقرر الاشتراكي عقد الدورة الثانية من مؤتمره في غضون سنة. وحذر الرئيس اليمني في خطاب القاه امس في عدن لمناسبة ذكرى الاستقلال "جماهير الشعب وكل من يتعامل مع ذلك الحزب الانفصالي الاشتراكي أينما كان وفي كل الاوقات" قائلاً ان "حلّ الحزب هو الآن امام محك اختبار داخل الساحة اليمنية". وتساءل: "هل يعدل الحزب برنامجه السياسي ويقلع عن الذنب الذي ارتكبه في حق الوطن"؟ وطالب الاشتراكي بأن "يعتذر للوطن عن الحرب والانفصال وعن تصفيات مناضلي الثورة اليمنية". واعتبر الرئيس صالح النهضة التنموية والمشروعات الخدمية الكبيرة التي تشهدها عدنوالمحافظات الجنوبية والشرقية "محاكمة علنية للحزب الاشتراكي الذي لم يعط شيئاً لهذا الشعب، لا أمن ولا خير ولا استقرار … ويحاول اليوم ان يشوّه العمل الوطني والاصلاحات الشاملة بأكاذيبه المعروفة". وأشاد الرئيس صالح بنضال وادوار الرؤساء والزعماء السابقين للحزب الاشتراكي امثال سالم ربيع علي وعبدالفتاح اسماعيل وقحطان الشعبي وفيصل عبداللطيف وعلي عنتر وصالح مصلح وعلي شائع، وسيف الضالعي، وأسف "لرحيل خيرة رجالات اليمن نتيجة المشروع المتخلّف الذي كان يحمله برنامج الحزب الاشتراكي واثبت انه لا يحمل الا معولاً للهدم والتصفيات". وأكد الرئيس اليمني في اعنف هجوم على الحزب الاشتراكي منذ نهاية حرب 1994 رغبة القيادة اليمنية في نسيان الماضي، وقال: "كنا لا نريد ان نتذكر الماضي، وقلنا ينبغي ان نقفل الماضي بكل مساوئه، ولكن الحزب الاشتراكي يعود ليذكّرنا بالمآسي والمشاكل، فهو لن يتوب ولن يقلع عن ذنبه الذي ارتكبه بحق الثورة ومناضليها … ولنذكر الاشتراكي بأنه عندما اعلن الحرب والانفصال اعلنا نحن قرار العفو العام، وقلنا نحاصر ذلك المشروع الجهنمي لمخطط الانفصال وحصرناه في قائمة ال 16 عنصراً من قيادة الحزب ونحن نعرف كل المعرفة ان الحزب الاشتراكي بكل قياداته وتكويناته ضالع في المؤامرة". واضاف "رغم ذلك قلنا نخفف من معاناة هذا الحزب عسى ان يقلع عن الذنب وان يعلن التوبة لكنه لا يزال مشدوداً الى الماضي البغيض والمظلم". وكان الامين العام للاشتراكي مقبل انتقد السبت الماضي سياسات الحكم ووصفها بأنها امتداد لحرب صيف 1994 خصوصاً في المحافظات الجنوبية والشرقية في البلد، واعتبر الحكومة "فاسدة" والمؤسسات الدستورية "خاوية من المضمون". وجدد المطالبة بالمصالحة الوطنية متهماً "المنتصرين في الحرب" ب "الاساءة الى الوحدة واتخاذ اجراءات قاسية ضد الحزب الاشتراكي واعضائه وكوادره ونهب مقراته وممتلكاته في محاولة لتركيعه والقضاء عليه".