اكدت جمعية الأبحاث السرطانية في منظمة الصحة العالمية بأن تغذية الطفل في مراحل نموه الأولى لها ابلغ الأثر في تحديد نسبة اصابته بالسرطانات مستقبلاً. فإذا كانت هذه التغذية فقيرة بالشحوم والمنتجات الحيوانية وغنية بالألياف، خفضت من نسبة الاصابة بهذه الأورام الخبيثة، خصوصاً المتعلقة بالثدي والبروستات والقولون منها، بنسبة تقارب الپ30 في المئة. يتحرض سرطان الثدي، القاتل الأول بين النساء بين عمر 35 - 54 سنة، في سن مبكرة نتيجة تغذية غير صحيحة، خصوصاً عند سن البلوغ، حيث يبدأ عندها تطور الاثداء، والتي تؤدي زيادة نسبة الشحوم الى تطورها بشكل غير سليم. اما آلية هذا التحريض فهي عن طريق تأثير هرمون الاستروجين الزائد في الجسم، نتيجة لتراكمه في الشحوم الزائدة، عوضاً عن طرحه او استعماله. ومن المعروف ان هذا الهرمون هو اكبر محرض لسرطان الثدي، ومعظم المعالجة الدوائية تكون عن طريق معاكسة آلية عمله. وتبين انه من اجل تخفيف هذا الخطر، يجب ان تكون الطاقة المأخوذة من الشحوم معادلة لحوالى 25 - 30 في المئة من الطاقة التي يحصل عليها من مختلف انواع الطعام. والطريف في الأمر ملاحظة تدني نسبة حدوث سرطانات الثدي عند النساء خلال الحرب العالمية الثانية. والسبب في ذلك يعود الى عدم توافر كميات طعام زائدة، وكانت معظمها فقيرة بالشحوم وغنية بزيت كبد السمك وعصير البرتقال