عقدت في عدن امس جلسة المحادثات الرسمية الأولى في لقاء القمة بين الرئيس اليمني علي عبدالله صالح والرئيس الاريتري اساياس افورقي وبحثا في العلاقات الثنائية وأمن البحر الاحمر. وكان افورقي وصل امس الى عدن في زيارة هي الأولى منذ بدء النزاع اليمني - الاريتري على جزر حنيش مطلع 1995. وتستغرق زيارة افورقي ثلاثة أيام يجري خلالها محادثات رسمية تلبية لدعوة تلقاها من الرئيس صالح في 11 من الشهر الماضي، وكان نقلها اليه نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية عبدالقادر باجمال في أول زيارة قام بها الى اسمرا عقب صدور قرار هيئة التحكيم الدولية في التاسع من الشهر نفسه والذي يقضي بتأكيد سيادة اليمن على جزيرة حنيش الكبرى ومجموع الجزر التي كانت موضوع التحكيم بين اليمن وأريتريا. وأوضحت مصادر قريبة من الرئاسة اليمنية ان الرئيسين صالح وأفورقي عقدا جلسة محادثات مغلقة لم يكشف مضمونها، لكن الرئيس افورقي كان صرح لدى وصوله الى عدن بأن "العلاقات اليمنية - الاريترية علاقات أسرية ... مهما كانت العلاقات، فان ما يحدث فيها يكون داخل الأسرة، وتظل المشاكل عابرة. فالعلاقات الأسرية موجودة، وقائمة وستظل موجودة بين اليمن وأريتريا". الى ذلك، رحب الرئيس صالح بزيارة افورقي لليمن، وقال: "ان هذا اللقاء اخوي يأتي في اطار تعزيز العلاقات الاخوية وتطويرها بين اليمن وأريتريا، وهي علاقات تاريخية منذ القدم، وما حصل هو ظرف طارئ، واستثنائي، وقد اغلقنا هذا الملف ونبدأ صفحة جديدة في تعزيز العلاقات". وأضاف الرئيس صالح "انه سيبحث مع الرئيس افورقي اوجه التعاون الاقتصادي والثقافي، والسياسي و"أمن الملاحة الدولية في البحر الاحمر كوننا دولتين مطلتين على البحر الاحمر، ويهمنا امن وسلامة البحر الأحمر ... ان هذه مسؤولية تقع على عاتق الدول المطلة على البحر الاحمر، وفي مقدمها اليمن وأريتريا". وعن ملف الحدود مع المملكة العربية السعودية والمفاوضات الجارية في هذا الشأن، قال الرئيس اليمني: "ان التواصل مستمر بيننا وبين الاشقاء في المملكة العربية السعودية، وإن شاء الله يكتب للمحادثات الجارية النجاح". وقال افورقي رداً على سؤال عما اذا كانت اريتريا ترغب في حل نزاعها الحدودي مع اثيوبيا وغيرها باللجوء الى التحكيم: "الحل لقضايا الحدود بالوسائل السلمية هو الحل الأمثل لكل المشاكل، بما في ذلك غير الحدودية، وهذا الحل الذي توصلنا اليه مع اليمن يعد نموذج لحل المشاكل". ويرافق افورقي وفد اريتري رفيع المستوى يضم بطرس سلمون وزير الثروة السمكية وصالح ادريس كيكيا وزير المواصلات والاتصال، وحامد حمد المدير العام لدائرة الشرق الاوسط وشمال افريقيا في وزارة الخارجية. وجرى للرئيس افورقي والوفد المرافق له استقبال رسمي في مطار عدن حيث كان الرئيس علي عبدالله صالح في مقدم مستقبليه الى جانب الدكتور عبدالكريم الارياني رئيس الوزراء، وعبدالعزيز عبدالغني رئيس المجلس الاستشاري والوزير باجمال. ويأتي لقاء القمة اليمنية - الاريترية في عدن بعد مرو ثلاثة أيام فقط على تسليم جزيرة حنيش الكبرى لليمن من قبل اريتريا التي كانت احتلتها في منتصف كانون الأول ديسمبر عام 1995. اذ خرج الأحد الماضي آخر جندي اريتري من الجزيرة، ورفع العلم اليمني عليها في حضور وزير الدفاع محمد ضيف الله، وكبار القادة العسكريين والضباط في الجيش اليمني، وتدفقت الى الجزيرة اكثر من ثلاثة آلاف من جنود البحرية اليمنية والمشاة تم نقلهم خلال ساعات جواً وبحراً.