"الحياة أم المسرح" هو العنوان الذي توّجت به الرسّامة الالمانية شارلوت سالومون 1917 - 1943 معرضها في اكاديمية الفنون الملكية في لندن حتى 11 كانون الثاني يناير المقبل. اكثر من 780 لوحة رسمتها شارلوت بالغواش بين 1940 و1942 ونصفها معروض في اكاديمية لندن. تبدو اللوحة عملاً فنياً متفرداً وكأنها اوبرا صغيرة خفيفة بالرسم الغواشي حيث تمتزج الصور والنصوص ومصادر موسيقية وفنية وسياسية وسمت حياة الرسامة في فنها وتاريخها المجبول بالمأساة. رسمت ولادتها وتحضيرها امتحانات الدخول الى اكاديمية برلين للفنون. وصعود هتلر الى السلطة في 30 كانون الثاني يناير 1933. شارلوت سالومون المانية من اصل يهودي ولدت في برلين في 1917 من عائلة متوسطة وماتت في معسكر اوشفيتز وعمرها 26 عاماً. عمتها انتحرت قبل ولادتها. وامها عانت من انهيار عصبي ورمت نفسها من الشباك وشارلوت في التاسعة من عمرها. قالوا لها وهي صغيرة ان امها ماتت بداء الانفلونزا، ثم تزوج والدها بعد اربع سنوات على موت امها، من مغنية مشهورة هي بولا لندبرغ احبتها شارلوت وعاشت معها. تركت المدرسة باكراً ايام النازية. ودخلت اكاديمية الفنون في برلين بين 1936 و1938 ثم التحقت بأجدادها في جنوبفرنسا وحاولت منع جدتها من الانتحار وعلمت منها عن مصير امها الحقيقي. فقررت الرسامة ان تتحدى الموت بالفن وتنقذ الحياة بالرسم. وأبدعت في رسم حياتها وكأنها مسرح للحياة وللموت. وعهدت بلوحاتها الى الفيزيائي الدكتور موريديس مع هذه الكلمات: "اعتني بها جيداً. انها حياتي كلها". ماتت شارلوت في عمر ال 26 وعاشت لوحات الغواش بأعجوبة. تظهر لوحاتها الفنية قوة تعبيرية وموهبة نافذة تسعى الى تصوير الحقيقة او الحقائق والمشاعر التي أثارتها فيها احداث اوروبا النازية، حيث يمتزج التقليد بحركة عصرية فنية حديثة في اشكال تعبيرية جديدة وكأنها طوابع بريدية مرسومة لتسافر حول العالم او قصاصات فنية تحكي قصص الحياة وعذاباتها الروحية والسياسية بموهبة فنية تجذب البصر وتستفز البصيرة.