وافق الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أمس على ارجاء تطبيق الشق المتعلق بالدولة العبرية من مذكرة "واي بلانتيشن" إلى منتصف الشهر الجاري، فيما أعتبرت المملكة العربية السعودية ان وقف المفاوضات على المسارين السوري واللبناني يعود إلى العراقيل الإسرائيلية. وسادت في غزة أجواء تهدئة لاحتواء الخلاف بين السلطة الفلسطينية و"حركة المقاومة الإسلامية" حماس. وعلمت "الحياة" في عمّان أن الأردن منع رئيس المكتب السياسي للحركة الدكتور خالد مشعل من المغادرة إلى دمشق. راجع ص3 وأكد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز خلال ترؤسه أمس جلسة لمجلس الوزراء حرص السعودية على ضرورة استئناف المفاوضات على المسارين السوري واللبناني. وقال إن توقف المفاوضات على هذين المسارين هو "بسبب التسويف الإسرائيلي وما تضعه الحكومة الإسرائيلية من عراقيل"، مشدداً على ضرورة "السعي إلى تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 425 المتعلق بلبنان". في غضون ذلك، أجرى نتانياهو اتصالاً هاتفياً بعرفات ليبلغه قراره عدم تنفيذ مذكرة "واي بلانتيشن" إلا بعد مصادقة الكنيست عليها. وذكر مسؤول فلسطيني ان عرفات وافق على طلب التأجيل. وأكد ناطق باسم رئيس الحكومة الإسرائيلية ان الرئيس الفلسطيني وافق على "تصريحات نتانياهو بأنه خلال الأسبوع الذي يبدأ في 16 تشرين الثاني نوفمبر الجاري، وعقب تصديق الحكومة والكنيست على الاتفاق، ستنفذ إسرائيل الجزء الخاص بها من دون تأخير". وفيما كانت الشرطة الإسرائيلية تفرق بالقوة تجمعاً فلسطينياً في رأس العمود احتجاجاً على التمهيد لبناء مستوطنة جديدة في القدسالشرقية، أكد وزير البريد والمواصلات الفلسطيني عماد الفالوجي المحسوب على الاتجاه الإسلامي، بعد مقابلته أمس الزعيم الروحي ل "حماس" الشيخ أحمد ياسين، أنه لمس لدى الأخير حرصاً على احتواء الأزمة بين السلطة والحركة. وأثار نفي "حماس" للبيان الذي وزع أول من أمس ويهدد بتوجيه السلاح إلى الشرطة الفلسطينية، ارتياحاً في غزة. ونقل الفالوجي عن الشيخ ياسين ان الحوار هو اللغة الوحيدة التي يعتمدها في التعامل مع السلطة الفلسطينية. لكن الأمين العام للرئاسة الفلسطينية الطيب عبدالرحيم اتهم في تصريح إلى وكالة "فرانس برس" ايران بأنها "تدعم اتجاهاً داخل حماس بهدف زعزعة الاستقرار داخل الساحة الفلسطينية ومنع تنفيذ إسرائيل لاستحقاقات الانسحاب من الأرض الفلسطينية وكذلك الاستحقاقات الأخرى". وفي عمّان، كشفت مصادر مطلعة أن سلطات الحدود الأردنية منعت أول من أمس رئيس المكتب السياسي ل "حماس" من مغادرة الأردن إلى دمشق. وأوضح وزير الاعلام الاردني السيد ناصر جودة ل "الحياة" ان المنع جاء بعدما رفض مشعل الخضوع لاجراءات على الحدود، وأنه يمكنه مغادرة البلاد متى شاء إذا قبل الخضوع لهذه الاجراءات. وقالت المصادر إن مشعل كان متجهاً مع مرافقين إلى دمشق، وأن سلطات الحدود الأردنية أخرت سفره في نقطة حدود جابر حوالى الساعة "وفتشت سيارته وأبلغ رسالة مفادها منعه من السفر إلى دمشق". وكان طلعت النوايسة استدعى مشعل الأسبوع الماضي وطلب منه عدم التعرض للاتفاق الفلسطيني - الإسرائيلي "انطلاقاً من الأراضي الأردنية". وكان مشعل، الذي يحمل الجنسية الأردنية، تعرض العام الماضي إلى محاولة اغتيال فاشلة من جهاز المخابرات الإسرائيلية "موساد" تمكن إثرها الملك حسين من اطلاق الشيخ أحمد ياسين من السجون الإسرائيلية وتأمين العلاج لانقاذ حياة مشعل، الذي وصفه في حينها بأنه "ابننا".