بغداد، واشنطن - "الحياة"، أ ف ب، رويتر - تعرض مقر اللجنة الخاصة التابعة للأمم المتحدة المكلفة نزع أسلحة الدمار الشامل العراقية أونسكوم في بغداد لهجوم صاروخي لم يوقع خسائر في الأرواح. واتهم العراق "جهات معادية" بالهجوم، بينما طالبت الولاياتالمتحدة بتحقيق "شامل وسريع" بعدما أبلغ مسؤولون أميركيون الرئيس بيل كلينتون، الذي يمضي اجازة في جزر فيرجين، الحادث. وشددت على أن بغداد تتحمل مسؤولية ضمان سلامة فرق التفتيش. وكان مسؤول في الأممالمتحدة في العراق أعلن أمس ان قذيفتين صاروخيتين اطلقتا ليل الجمعة - السبت على مقر للأمم المتحدة يضم "أونسكوم" ومكتب منسق المساعدات الانسانية للمنظمة الدولية في العراق. ودانت الحكومة العراقية الهجوم متهمة "جهات معادية" لم تحددها بتدبيره. وقال ناطق رسمي ان مثل هذا الحادث "لا يمكن الا ان يكون من فعل جهات معادية تسعى إلى تدمير العلاقة بين العراق واللجنة الخاصة". ونقلت وكالتا "رويترز" و"فرانس برس" عن دينيس هاليداي منسق الأممالمتحدة في العراق ان قذيفة صاروخية اخترقت نافذة تطاير زجاجها، وتابع: "لم ترد أنباء عن اصابات وكان حجم الأضرار محدوداً". وزاد أن هذا الهجوم، مثل هجوم بقنابل يدوية وقع قبل ثلاثة اشهر، اثار توتراً بين العاملين لدى الأممالمتحدة. ورداً على سؤال، أكد هاليداي ان اللجنة الخاصة "تحقق" في الحادث، وأضاف ان "المبنى أصيب بأضرار طفيفة في مكانين، وعثر على شظايا قذيفة آر. بي. جي في المكان". وقال إنه يشك بأن يكون الهجوم يستهدف برنامج العمليات الانسانية للأمم المتحدة. إلى ذلك قال الناطق العراقي ان رجال الامن، الذين يحرسون المبنى، سمعوا دوي انفجارات ورأوا ان اطلاق القذيفتين كان مصدره الجهة الأخرى من طريق سريع مقابل للمبنى. وتابع ان العاملين في اللجنة الخاصة وجدوا ان مكانين في المبنى اصيبا بأضرار طفيفة وعثروا على اجزاء قذيفة صاروخية لم تنفجر لكنها احدثت أضراراً طفيفة في جدار ونافذة. وفي وقت لاحق ذكر ناطق باسم وزارة الثقافة والاعلام العراقية ان "جماعة لا تحب استقرار العلاقات بين العراق ومجلس الامن" مسؤولة عن الحادث. وصرح وكيل وزارة الخارجية السيد رياض القيسي بأن السلطات العراقية ستبلغ "أونسكوم" نتائج التحقيق في الهجوم. وقال في لقاء مع الصحافيين ان بلاده "تدين هذا العمل" الذي لم يستبعد ان "تكون الجهات التى نفذته معادية للعراق". وأوضح ان هدف الهجوم "اثارة مشكلة بيننا وبين اللجنة الخاصة". وأكد ان من واجب بلاده "حماية اللجنة الخاصة" وأضاف: "نحترم هذا الواجب في شكل جدي". في واشنطن، قال جو لوكهارت الناطق باسم البيت الأبيض ان "الولاياتالمتحدة تدين أي محاولة للتدخل في العمل المهم الذي تقوم به اللجنة الخاصة، ونشعر بارتياح لعدم سقوط ضحايا ولأن عمل أونسكوم يسير من دون تأخير". وتابع: "نتوقع تحقيقاً شاملاً وسريعاً لتحديد المسؤول عن الهجوم". وأوضح ان الرئيس كلينتون، الذي يقضي عطلة بداية العام الجديد في جزر فرجين الاميركية، تلقى صباحاً تقريراً مختصرا عن الحادث. وشدد مسؤولون في الخارجية الأميركية على أن الحكومة العراقية تتحمل مسؤولية ضمان سلامة فرق التفتيش. ولفت مراقبون أميركيون إلى أن واشنطن تنظر عادة بارتياب الى ما تعلنه بغداد بالنسبة الى حوادث من هذا النوع، وتشك في امكان تنفيذ هجمات من هذا النوع من دون معرفة أجهزة الأمن العراقية. ويأتي الهجوم الصاروخي في وقت يستمر التوتر في العلاقات بين بغداد والامم المتحدة بسبب رفض العراق السماح لفرق التفتيش بدخول القصور والمواقع الرئاسية. وكان مسلحون هاجموا في الرابع من تشرين الأول اكتوبر الماضي مقر منظمة الصحة العالمية ومكتب المسؤولين عن برنامج "النفط للغذاء" في العاصمة العراقية، من دون ان يسفر الحادث عن ضحايا. واتهم العراق آنذاك طهران بتدبير الهجوم، وأكد أنه اوقف "عميلاً لأجهزة الاستخبارات الايرانية" مسؤولاً عن الاعتداء. لكن ديبلوماسيين أجانب في بغداد شككوا في هذه الرواية.