ارتفع عدد المصابين بفيروس الكبد الوبائي "C" في مصر على رغم برامج التوعية التلفزيونية التي تطارد المشاهدين ليل نهار، إذ وصل عدد المصابين الى ثمانية ملايين شخص تقريباً، بينهم 5،4 مليون مصابون بأمراض كبدية مزمنة وأمراض سرطانية. هذا ما أكده رئيس الاتحاد الافريقي لجمعيات أمراض الكبد الدكتور شريف محمد عبدالفتاح الذي وصف الاحصاءات الرسمية المعلنة الخاصة بأعداد المصابين بالفيروسات الكبدية الوبائية بين المصريين بأنها غير حقيقية، لأنها تغفل شريحة كبيرة جداً من المصابين لا سيما في الريف. وأشار عبدالفتاح إلى أبرز أسباب انتشار المرض، ومنها إجراء عمليات الختان في الموالد على يد حلاق الصحة، واستخدام أدوات ملوثة. وقال: "إن هناك أسباباً خفية تساعد في نقل المرض، مثل استعارة أدوات شخصية من الجيران مثل المقص والحقن الطبية والملقاط، أو استخدام أفراد الأسرة الواحدة لأمواس الحلاقة وفراشي الاسنان. وكذلك الموضة الجديدة المنتشرة بين الشباب وهي دق الوشم، ذلك ان ادواته تؤدي الى نقل العدوى". ومن أكثر الأسباب شيوعاً عمليات نقل الدم التي تمثل نحو 25 في المئة من سبب انتقال الفيروس بين المصريين، إذ كثيراً ما تستخدم أكياس الدم من دون اخضاعها لاختبار فيروس "C". وأوضح عبدالفتاح أن 32 في المئة من المرضى المصريين اصيبوا بالمرض اثناء سفرهم للخارج سواء للعمل أو للسياحة. وذكر أن علاج ثمانية ملايين مريض يتطلب توفير موازنة قدرها 18 بليون دولار، وهي كلفة تفوق قدرة الحكومة المصرية. وطالب بالتركيز على البرامج الوقائية "ما دمنا لن نستطيع تحمل نفقات العلاج الباهظة". كما طالب بضرورة وضع قوانين رادعة لمواجهة اخطاء الأطباء التي تتسبب في نشر العدوى باستخدام الأدوات الجراحية غير المعقمة في المستشفيات أو العيادات، كما أكد على ضرورة وضع ضوابط صارمة على عمليات نقل الدم