يفتتح الرئيس الفرنسي جاك شيراك اليوم الجمعة القمة الفرنسية - الافريقية العشرين التي تعقد في الپ"كاروسيل دولوفر" في باريس، بحضور عدد قياسي يبلغ 49 من رؤساء وممثلي الدول الافريقية، ويعبّر عن الطبيعة المميّزة لعلاقات فرنسا بهذه القارة. ويتوقع أن تتركّز مناقشات القمّة بشكل أساسي حول أمن القارة الافريقية، في وقت تواجه فيه العديد من النزاعات الاقليمية، بهدف تدارك ما ينجم عنها من سلبيات وخصوصا من عمليات نزوح وتهجير. كما تتطرّق القمّة الى الأوضاع الاقتصادية للدول الافريقية، حيث تحتل فرنسا موقع الشريك التجاري الاول. ويتوقع في هذا الاطار ان تبدي بعض الدول الافريقية تخوفها من نتائج سلبية محتملة قد تترتب على خفض فرنسا قيمة المساعدات التي تقدمها الى دول القارة، والتي بلغت في سنة 1997 7،18 بليون فرنك فرنسي. وتشكّل القمة مناسبة لسلسلة من اللقاءات والاتصالات بين رؤساء ممثلي الدول الافريقية التي تدور بينها خلافات ونزاعات، بما يساعد على تهدئتها. ويأتي إنعقاد هذه القمة في أعقاب المراجعة التي أجرتها فرنسا لسياستها الافريقية وإضفاء توجهات جديدة عليها. وتهدف هذه التوجهات الى اضفاء المزيد من الانفتاح الفرنسي حيال دول القارة وعدم ابقاء علاقاتها بها محصورة بالدول الفرانكوفونية منها. ومن هذا المنطلق تشارك في القمة دول افريقية لم تكن منتمية الى دائرة النفوذ الفرنسي في القارة، مما يثير لدى مجموعة الدول الافريقية - الفرانكوفونية تخوّفاً من أن يأتي هذا الانفتاح على حسابها ويؤدي الى خفض قيمة المساعدات التي تقدمها اليها فرنسا. وفي أبرز تعبير عن هذا التخوّف قرّر رئيس الغابون، عمر بونغو مقاطعة القمة الحالية احتجاجا على مشاركة دول افريقية انغلوفونية واعضاء في الكومنويلث. من جهة اخرى، يثير اتجاه فرنسا الجديد حول خفض وجودها العسكري في القارة الافريقية والكف عن لعب دور الشرطي الذي كان يجعلها تتولى مهام حفظ السلام فيها، تخوف دول مثل جيبوتي التي يعد الوجود الفرنسي على أراضيها، العمود الفقري لأوضاعها الاقتصادية. وتسعى فرنسا للرد على مختلف المخاوف التي تثيرها سياستها الجديدة، عبر طمأنة شركائها لعزمها على مواكبة تطورها الاقتصادي وسعيها لتأمين مشاركة أكبر للمنظمات الاقليمية وفي مقدمها منظمة الوحدة الافريقية في مهام حفظ السلام وفض النزاعات. حاضرون وغائبون ويشارك الأمين العام لمنظمة الوحدة الافريقية سالم أحمد سالم في أعمال القمة كما يشارك أيضا الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان. وتعقد القمة التي سبقها اجتماع تحضيري عقده أمس وزراء خارجية الدول المشاركة برئاسة وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين ثلاث جلسات عامة، وتختتم اعمال القمة بمؤتمر صحافي يعقد ظهر غد السبت. وتشارك مصر للمرة الاولى في أعمال القمة الفرنسية - الافريقية كما يشارك المغرب ممثلا بوزير خارجيته عبداللطيف الفيلالي، وتتغيّب عنها كل من ليبيا والسودان اللتين لم توجه اليهما دعوة للمشاركة، في حين اعتذرت الجزائر عن عدم المشاركة. ويثير حضور رئيس جمهورية الكونغو الديموقراطية لوران ديزيريه كابيلا للقمة جدلا في الشارع الفرنسي، اذ شهدت باريس أول من أمس تظاهرة لمناهضيه في حين تقدّمت منظمتان مدافعتان عن حقوق الانسان بشكوى الى القضاء الفرنسي، استنكارا لانتهاكات كابيلا المكثفة لحقوق الانسان في بلاده.