سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
العلاقات اللبنانية - السورية في مشهد الوضوح . آراء سوريين في "لبنان العزيز": هذه اللهجة وذاك العبوس يقابلها . محمد عدنان سالم : اثر العلاقات على نشر الكتاب
العلاقة اللبنانية - السورية نموذج لجدلية اللقاء والافتراق. وقد أضفت حرب لبنان الطويلة وسلامه البادئ مع "الطائف" على العلاقة بعض الحذر والشكوك، كما أناطت بمؤسسات البلدين مهمات تتعدى السياسة والأمن إلى الاقتصاد والاجتماع لوضع العلاقة في مشهد الوضوح والحرية. في "الضفة" السورية التقت "الحياة" شخصيات في مجالات متنوعة لتجيب عن السؤال: "ما تأثير العلاقة اللبنانية - السورية في المجتمع السوري اليوم؟ وكيف تقوّم هذه العلاقة من موقعك المهني والفكري؟". الاستطلاع أعدته في دمشق الزميلة هالا محمد. يرتبط الشعبان السوري واللبناني بوشائج وثيقة وعميقة، لم تتأثر يوماً من الأيام بالحدود الفاصلة بينهما، ولا بالأزمات السياسية العابرة التي هبت عليهما، ويندر أن ترى أسرة لبنانية لا ترتبط بصلة قربى مع أسرة سورية، فضلاً عن وحدة العادات واللهجات. لذلك فإن كل الاجراءات والاتفاقات الجارية انما تأتي لتؤكد عمق هذه الروابط والعلاقات لا لتنشئها، وتنطلق من رصيد تنظمه وتنسقه ولا توجده. وإذا كان لتوثيق العلاقات السورية - اللبنانية وتنظيمها آثار ملموسة في قطاعات الاقتصاد المختلفة، الزراعية منها والصناعية والتجارية، فإن للكتاب وحركة النشر خصوصية تقتضي تمييزهما، فلا يمكن أن نتعامل مع الكتاب كما نتعامل مع أية سلعة اقتصادية أخرى. الكتاب فكر مرتبط بثقافة الأمة العربية بمجموعها، فهو عربي أياً كان مصدره لبنانياً أو سورياً أو مصرياً أو جزائرياً، لا يجوز تأطيره أو تقييده بحدود. وحالة العزوف القرائي في الوطن العربي، تزيد من تضييق الساحة الثقافية التي يتحرك الكتاب العربي ضمنها، مما يجعل التخفيف من قيوده، وتيسير انتقاله بين البلدان العربية ضرورة قصوى لتنشيط صناعة الكتاب، وتنمية ثقافة الأمة وتوفير المناخ الملائم للإبداع فيها. لذلك نرى صناعة النشر تزدهر حيث تتوفر للكتاب حرية أكثر وقيود أقل. وهو ما توفر في لبنان، الذي أصبح المركز الأهم في الوطن العربي لانتاج الكتاب وتصديره، واستقطب الجهود الفكرية للمبدعين من سائر الانحاء، وأعد الوسائل اللازمة لدعم هذه الصناعة من دور للخدمات الطباعية في كل المراحل، ودور للنشر والتوزيع، وأخرى للتصدير والشحن بكل أشكاله البري منها والبحري والجوي، وبما يكافئ الحجم الكبير للانتاج، ويحقق للاقتصاد اللبناني رقماً كبيراً، يشكل دعماً ملحوظاً لميزانه التجاري، وثقلاً في الميزان الثقافي يرشح بيروت عاصمة ثقافية عربية لعام 1999 خلفاً للشارقة عاصمة الثقافة العربية عام 1998. وبذلك يكون لبنان - بما يملكه من مناخ تعبيري ملائم، ومن أدوات لتصنيع الكلمة وتصديرها - قد استقطب طاقات المفكرين العرب لتمده بالمادة الفكرية الخام لطباعتها وإعادة تصديرها تلبية للحاجات الثقافية للأمة العربية في بلدانها المختلفة... ولعله بذلك يكون قد حقق نوعاً من التكامل المنشود. أما بالنسبة الى الوضع الراهن في العلاقات السورية - اللبنانية في قطاع النشر، فمن الممكن أن نلاحظ: 1- ان لمعظم الناشرين السوريين مكاتب وفروعاً في لبنان، تشكل نافذة لهم الى الأسواق الخارجية. 2- ان الناشرين السوريين كثيراً ما يستفيدون من بعض الخدمات الطباعية المتقدمة في لبنان، خصوصاً في مجال التجليد والتغليف. 3- ان سورية تشكل سوقاً جيدة للكتب والمجلات المنتجة في لبنان أو الموزعة عن طريقه، تقوم بنقلها المؤسسة العربية السورية لتوزيع المطبوعات. 4- ان التعاون الوثيق بين الناشرين السوريين واللبنانيين، كان له أثر كبير في تنشيط الاتحاد العام للناشرين العرب، وتفعيل جهوده في سبيل الارتقاء بصناعة النشر وتيسير توزيع الكتاب العربي. * المدير العام ل "دار الفكر" للنشر في دمشق