هنأت القيادة الفلسطينية الشعب الفلسطيني واهالي البلدات والقرى التي حُررت من الاحتلال الاسرائيلي، واعتبرت ان انسحاب القوات الاسرائيلية اول من امس من 28 بلدة وقرية في مناطق جنين وطولكرم ونابلس وطوباس هو خطوة على طريق تحرير باقي اراضي الوطن. وكانت القيادة الفلسطينية عقدت اجتماعها الاسبوعي الموسع في مدينة الخليل حيث مكث الرئيس ياسر عرفات خلال الايام الثلاثة الماضية قبل عودته الى مقر اقامته في غزة امس، ومنها يستعد للتوجه الى باريس الاربعاء المقبل في زيارة رسمية يلتقي خلالها الرئيس جاك شيراك، وسينتقل عرفات طائرته للمرة الاولى من مطار فلسطيني، هو مطار غزة الدولي الذي سيفتتح رسمياً بعد غد الثلثاء حسب مرسوم اصدره عرفات في هذا الصدد. وعكس بيان القيادة الفلسطينية، من جهة اخرى، استياء السلطة الوطنية والفلسطينيين عموماً من الطريقة المخادعة التي تعاملت بها الحكومة الاسرائيلية في اطلاق الدفعة الاولى من الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين في السجون الاسرائيلية. وطالبت الراعي الاميركي بالتدخل لتصحيح هذا الخرق الاسرائيلي للاتفاق بسبب عدم اطلاق العدد المتفق عليه من المعتقلين السياسيين والخلط المتعمد الذي اقدم عليه الجانب الاسرائيلي بين المعتقلين السياسيين والجنائيين، معتبرة ان ذلك أمراً "لا يمكن قبوله". يذكر ان اسرائيل اطلقت اول من امس 94 اسيراً سياسياً فقط فيما اكملت باقي العدد المتفق عليه من المعتقلين في قضايا جنائية. ودعت القيادة الفلسطينية الحكومة الاسرائيلية الى تنفيذ الاتفاق واطلاق المعتقلين السياسيين الذين كان يتوجب ان يشملهم الاتفاق من بين الدفعة الاولى التي اطلقت اول من امس. وقالت القيادة انها قوّمت في اجتماعها "عملية تنفيذ المرحلة الاولى من اتفاق واي، وانسحاب اسرائيل من 28 بلدة وقرية في مناطق جنين وطولكرم ونابلس وطوباس ليرتفع بذلك العلم الفلسطيني فوق جزء آخر من ارضنا الفلسطينية الطيبة"، مضيفة ان "قوى الامن الوطني الفلسطيني واجهزة السلطة والوزارات المختلفة دخلت الى الاراضي الجديدة المحررة لتنفيذ اللحمة ولتباشر بناء ما دمّره الاحتلال في اقتصادنا ومجتمعنا وثقافتنا وتقاليدنا الوطنية". وتابعت انها تهنئ الشعب الفلسطيني على هذا الانجاز الوطني الكبير الذي تحقق بانسحاب اسرائيل وفتح مطار غزة الدولي، واطلاق 100 أسير و150 سجيناً جنائياً. واشارت الى ان من المقرر ان تبدأ الاستعدادات الآن لتنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق، والتي تقضي بانسحابات اخرى من اجزاء محتلة من الاراضي الفلسطينية والتي يتزامن تنفيذها اوائل الشهر المقبل مع زيارة الرئيس بيل كلينتون لغزة. وقالت القيادة في بيانها ان هذه المرحلة الثانية ستشهد افتتاح الممر الآمن بين الضفة الغربيةوغزة ومباشرة العمل في انشاء الميناء الفلسطيني. كما ندد البيان باحتلال المستوطنين 12 تلّة فلسطينية في منطقة نابلس بدعوة صريحة من وزير الخارجية الاسرائيلي آرييل شارون. واعتبرت ان على الحكومة الاسرائيلية "التراجع عن سياستها تشجيع الاستيطان الذي لا يمكن ان يخضع للمساومة، لأن كل ذرة تراب من ارض فلسطين يجب ان تعود الى الشعب الفلسطيني، سواء في القدس عاصمة الدولة الفلسطينية او في اي منطقة اخرى من الارض الفلسطينية". وحذرت من ان الاستيطان لن يكون سوى "قنبلة موقوتة تنفجر وتفجر السلام معها". الى ذلك، علمت "الحياة" ان الطائرة الاولى التي ستهبط في مطار غزة الدولي صباح الثلثاء المقبل ستكون طائرة مصرية، تقل على متنها نحو 70 شخصية مصرية من بينهم وزراء وديبلوماسيون ورجال اعمال بالاضافة الى رؤساء مجالس الادارة وتحرير 22 صحيفة مصرية ومذيعين وعدد كبير من كبار الفنانين والكتّاب المصريين. ويرأس الوفد المصري الكبير وزير التخطيط والتعاون الدولي الدكتور ظافر البشري ووزير الصحة والسكان اسماعيل سلام. ويضم ممثلين عن الدولة ومجلس الشعب ووزارة الخارجية وهيئة الطيران المدني. ومن بين رؤساء تحرير الصحف سيصل على الطائرة نفسها ابراهيم نافع، وابراهيم سعدة، وسمير رجب، ومحفوظ الانصاري، فيما يضم وفد الفنانين المصريين محمود ياسين وعادل امام ونور الشريف وعزت العلايلي وهاني شاكر وحسين فهمي. ومن بين الكتّاب المصريين صلاح صقر وسلامة احمد سلامة واسماعيل صقر واحسان بكر ونبيل اباظة. ومن المتوقع ان يرافق هبوط الطائرة المصرية التي ستنقل ايضاً شحنة من الادوية مقدمة من وزارة الصحة وشركات الادوية المصرية هدية الى وزارة الصحة والمستشفيات الفلسطينية، مراسيم احتفالية ايذاناً بافتتاح المطار رسمياً في جو رسمي وشعبي، وستهبط على ارض المطار عقب وصول الطائرة المصرية طائرة مغربية، على متنها عدد من المسؤولين المغاربة تليها الطائرة الاردنية والاسبانية ثم الهولندية والالمانية وطائرة الوليد بن طلال. وفي واشنطن، اعربت وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت عن ثقتها بأن معتقلين فلسطينيين "مهمين وذوي وزن" سيطلقون ضمن ما مجموعه 750 معتقلاً تعهدت اسرائيل باطلاقهم وفق مذكرة واي ريفر. وقالت اولبرايت في اعقاب لقاء مع الامين العام للاتحاد الاوروبي خافيير سولانا: "في المحصلة سيتم اطلاق 750 معتقلاً في هذه المرحلة". وتابعت: "لدي شعور قوي بأن هذا العدد سيتضمن معتقلين ذوي وزن بالنسبة للقيادة والشعب الفلسطينيين. وهذا كان منظور المناقشات التي اجريناها في واي. لن ادخل في تفاصيل الاجراءات او التوقيت، لكني اقول بكل ارتياح انه سيتم اطلاق معتقلين من النوع المهم والذي له وزنه بالنسبة الى الفلسطينيين". وجاءت هذه التصريحات عقب اتصال هاتفي اجرته اولبرايت مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو وقبل تحدثها مع الرئيس ياسر عرفات. وكانت وزيرة الخارجية الاميركية رحبت خلال محادثتها مع نتانياهو ببدء تطبيق اتفاق واي. من جهة اخرى رويترز اعتقلت الشرطة الفلسطينية اسماعيل هنية احد قادة "حركة المقاومة الاسلامية" حماس في غزة. وقالت عائلته ان الشرطة الفلسطينية اعتقلته في وقت متقدم من ليل الجمعة - السبت، علماً ان هنية يدير مكتب الزعيم الروحي ل "حماس" الشيخ احمد ياسين. يذكر ان ياسين رهن الاقامة الجبرية منذ تفجير انتحاري استهدف باصاً يقل صبية من مستوطني قطاع غزة في 29 تشرين الاول اكتوبر الماضي. ولم يصب احد في التفجير الذي ادى الى مقتل منفذ الهجوم وجندي اسرائيلي كان يرافق الباص