أكد المستشار السياسي للرئيس الجيبوتي أدن شيخ حسن، الذي يعتبر أحد مهندسي السياسة الخارجية في جيبوتي، أن بلاده تمارس سياسة مبنية على الحياد وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للآخرين واحترام سيادة الدول وإنهاء الخلافات بينها عبر التفاوض وبالطرق السلمية. وأوضح في اتصال هاتفي أجرته معه "الحياة" من أديس أبابا، أن علاقة جيبوتي مع كل الدول ممتازة، "خصوصاً مع دول منطقة القرن الافريقي التي لم تنعم يوماً بالهدوء والاستقرار منذ بداية الستينات". وقال عن أسباب فشل جهود لجنة الوساطة الافريقية في النزاع الحدودي الاثيوبي - الاريتري "إن اللجنة عقدت اجتماعاتها في واغادوغو التي تتولى رئاسة اللجنة، وحضر الرئيس الاريتري اساياس افورقي الاجتماع، محاصراً بالعزلة السياسية في كل المحافل الدولية، خصوصاً بعدما رفض كل الوساطات التي عرضتها منظمات اقليمية ودولية لحل الأزمة الحدودية مع أديس ابابا سلمياً، فحاول خلق جو من التوتر داخل اجتماعات لجنة الوساطة ليتهرب من الاقتراحات الافريقية، وهذا ما حدث بالفعل وحمل غيره مسؤولية فشل الاجتماع، ولم يجد أمامه سوى جمهورية جيبوتي نظراً لموقعها الجغرافي ليتهمها ظلماً وزوراً بمساندة المجهود الحربي لاثيوبيا ضد بلاده وطالب استبعاد جيبوتي من لجنة الوساطة". ووصف المستشار الجيبوتي تصرفات الرئيس الاريتري ب "اللاعقلانية وفقدان الصواب". وقال: "إن افورقي يعتقد في قرارة نفسه ان جميع رؤساء دول العالم دون مستواه، وانسحب من لجنة الوساطة الافريقية بعدما فشل في مخططه الرامي لإثارة الرئيس الجيبوتي وعرقلة جهود المنظمة، رافضاً الاقتراحات التي قدمتها اللجنة والتي قبلها الجانب الاثيوبي". وقال عن الأزمة الحدودية بين اريتريا واثيوبيا إن لدى جيبوتي حدوداً مشتركة مع الدولتين وتخشى أن يؤدي استمرار الصراع وعدم استقرار الأوضاع بينهما إلى الغرق في مستنقع الصراعات الحدودية وامتدادها إلى داخل جيبوتي.